الثقافيةمقالات

(أبحث عن طفولتي). مرشده فلمبان عضوة في هيئة الصحفيين السعوديين بمكة

هي الدنيا محطة عبور.. ومحطة إنطلاق الطفولة.. ولذلك أسعى دومََا للعودة إلى محطات عمري
فياليتني أعود إلى زمن طفولتي الذي غاب عني منذ نصف قرن.
ألتقي ورفاق اللهو في حارتي التي تضج صخبََا ومرحََا.
ليتني أعود لزمن عاش في ذاكرتي إبان دراستي الإبتدائية.. كنت أقف في طابور الصباح مع الزميلات واحمل بين أحضاني حقيبة معلمتي بكل شموخ وكبرياء وكأنني مبعوثة الأمم المتحدة آنذاك.
ليتني أعود لتلك الأزمنة المغتالة بين أحداث السنين.. كيف كنا نتسلم الكتب الدراسية المقررة.. وكيف نركض إلى مازلنا لتغليفها خوفََا من التمزق.
ليتني أعود إلى مقاعد الدراسة الإبتدائية لأنعم مع الزميلات في تناول وجبة الفسحة.. كان مصروفي أربعة قروش أصرف منها قرشين وأحتفظ بقرشين لحين الإنصراف.. نتناول فسحتنا في الساحة الجميلة.. وعالمنا الجميل.. وأي جمال أحبتي!!
وتنتهي فترة الفسحة بصفارة الإنذار نهرع إلى فصولنا.
ليتني أعود إلى أروقة شارعنا الجميل بكل مافيه من ذكريات تنعش روحي.. أتأمل الباعة الجوالين بائعي اليغمش والحلويات اليمنية.. وحلاوة قطن.. وبائعات الفصفص واللوز والحبحبوه والمنفوش.
وضجيج الأطفال في الشارع وهم يلعبون..
ذكريات تنعش خاطري وتؤنس وحدتي.
ليتني أعود مع رفقتي إلى الزمن الجميل الذي مازال راسخََا.. مضيئََا في ذاكرتي يصور لي مشاهد مفرحة يرسمها في أجمل صورة وأبهى لوحة.
رباه أين أحصل على تذكرة دخول لهذا المهرجان الطفولي البديع في زمن المحبة؟
تلك المحبة التي أمست خبرََا.. ذكرى أعجز عن نسيانها
وقد خط الشيب مفرقي.. ولكن في عمق السنين التي شاخت تندس طفلة تشتاق لكل جميل في الزمن الجميل.
ياويلتي الأيام تجري بنا سراعََا وتركض في سباق مخيف تسابق الزمن لتمضي بنا إلى محطة الرحيل.
تعبت كلمات التمني وما زلت أتمنى حتى الرمق الأخير.

سلامََا للزمن الجميل

مُرشده فلميان

كاتبة مقالات وقصص قصيرة وخواطر معلمة وعضوة عاملة في جمعية متقاعدي مكة المكرمة وعضو مشارك بصحيفة شفق الالكترونية.
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى