الثقافية

خطبة وصلاة الجمعة في حياة المسلم.. الشيخ إبراهيم بن سعود شيبة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وآله أجمعين ، ثم أما بعد : فإن خطبة الجمعة وصلاة الجمعة في حياة المسلم تمثل له الكثير والكثير وصلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ حر مقيم ، لا يبعده عن الجامع خمس فراسخ ( كما تعلمت هذا في المدرسة الإبتدائية ) .. نذهب للجمعة لننال الأجر وتأدية الفرض والإستفادة مما نسمع من خطبة الخطيب وتوجيهاته وإرشاداته ونصائحه ومواعظه .. وتشكل خطبة الجمعة شيئا وأمرا مهما في حياة المسلم .. وقد كان الصحابة يحرصون على حضور خطبة وصلاة الجمعة مع نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام والأجر في التبكير والاستماع بإنصات .. وفِي وقتنا الحاضر ما زال الأمر كما هو في أغلب الجوامع .. لكن الذي أختلف هو خطباء الجمع ، فقل أن تجد خطيبا يشدك بموضوع الخطبة ويشدك بقوة تأثيره وإستدلاله وحضوره وصوته ولغة جسده .. البعض يمررها كدقائق يقرأ فيها من ورق أو كتب أو نثر كلام ركيك وأغلبهم كأنما مغصوبا على ذلك !! . المستمعون بين شرود ذهني وخروج العقل من المسجد وبقاء الجسد فقط .. ويتحدثون في مواضيع ليست بذات الأهمية ، بل لا تعني للبعض أي شيء ولهذا أصبحت خطب الجمع غير مؤثرة في الكثير من الحاضرين لها . ولكن – والحق يقال – هناك البعض من الخطباء لا يزالون ينتقون بعناية مواضيع خطبهم فتجدها تؤثر في الحاضرين وتستولي على كل إنتباههم ويهتمون بما يسمعون ، اليوم الجمعة الموافق ١٤٤٤/٢/٦هـ ، في جامع الفقهاء في بيش خطب الشيخ إبراهيم بن سعود شيبة خطبة في غاية الروعة والجمال وكانت خطبته عن ( البركة ) وقد أجاد وأفاد وجمع العقول حوله تستمع له ولَم يشرد منها أحد .. وأبكى الكثير وإذا اجتمعت اللغة الفصحى والحضور الذهني للخطيب والإستدلال الجميل ووظف لغة جسده توظيفا جيدا كانت الخطبة تحتل المركز الأول والدرجة الممتازة .. وإني أدعو جميع الخطباء المبتدئين لأن يتعلموا منه ويستفيدون .. بارك الله فيه وفِي كل من أرشد للخير ووجه إليه . وقرأ في الصلاة من سورة الأعراف آيات مطابقة لما احتوته الخطبة . ولقد ذكرني بالخطباء الأوائل الذين كانت خطبهم مؤثرة ونافعة وكانوا يصلون صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطيلون الركوع والسجود وفي الركعة الأخيرة يقرؤون التشهد الأول والتشهد الأخير ويدعون ربنا آتنا في الدنيا حسنة … إلخ. ويتعوذون من عذاب النار وعذاب القبر ومن فتنة المسيح الدجال ومن فتنة المحيا والممات .
وتُعرّف الصلاة في اللُّغة بأنّها الدُّعاء، لقول الله -سبحانه وتعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).. أي ادعُ لهم.
وقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ)؛ أي فليدعُ بالبركة والمغفرة والخير، وأمّا إن كانت الصلاة من الله تعالى ، فتعني الثناء الحسن، وأمّا إن كانت من الملائكة فتعني الدُّعاء. والأصل في اللُّغة أنّ لفظ الصلاة كان لِلدُّعاء، ثُمّ أصبح يعني في الشّرع الصلاة المعروفة، وسُمّيت الصلاة بذلك؛ لأنّها تحتوي على الدُّعاء .
تعريف الصلاة اصطلاحاً
تُعرّف الصلاة في الاصطلاح الشرعيّ بأنّها عِبادةٌ لله تعالى ، ذاتُ أقوالٍ وأفعالٍ مخصوصةٍ ومعلومةٍ، تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم، ويُقصد بالأقوال أي القِراءة، والتكبير، والتسبيح، وغيرها، وأمّا الأفعال فهي القيام، والرُّكوع، والسُّجود، وغيرها.
حُكم الصّلاة
تُعدُّ الصلاة الرُّكن الثاني مِن أركان الإسلام، وعمادُ الدين، وتأتي في الفرضية بعد الشهادتين، لِقول النبي عليه الصلاة والسلام : (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، ، وصَوْمِ شهر رَمَضَانَ والحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إلى ذلك سبيلا . والصلاة من أفضل وأحب الأعمال إلى الله تعالى ، كما أنّها أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فهي سببٌ لِلفلاح والفوز لِمن حافظ عليها، وسببٌ لِلخسارة لمن ضيّعها وتساهل فيها، ولأهميّتها فقد كانت الوصية الأخيرة للنبي عليه الصلاة والسلام ، وتُعدُّ الصلاة العِبادة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان المُكلّف ولا تنفك عنه طوال حياته ما دام عقله يعي كل ما حوله .. والصلاة التي يُريدُها الله تعالى هي الصلاة التي يخشع فيها صاحبها، ويُحافظ عليها بِشُروطِها وآدابِها.

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى