اقتصاد

الشراكة العربية الصينية نحو مستقبل ينعم بالرخاء

تجسيداً لنجاح اللجنة العليا التي تم إطلاقها في العام 2016 لتسريع وتيرة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والسعودية، وبالأخص في الاستثمار والتعاون الاقتصادي، حيث وقع البلدان الصديقان في العام الماضي سلسة اتفاقياتٍ استراتيجية مع الحكومة الصينية، بقيمة تجاوزت 29,3 مليار دولار، والتي تشمل غالبية القطاعات، حيث يشترك البلدان في مصالح استراتيجية مماثلة.
يأتي مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين ليبني على النجاح الذي تحقق خلال زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة بدعوةٍ من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، خلال الفترة 7-10 ديسمبر 2022.

وجاءت اتفاقيات القطاعين الخاص والعام بهدف تعزيز التعاون في المجالات التقليدية: بما في ذلك الاقتصاد، والتجارة، والطاقة، والبنية التحتية، بل أيضاً في القطاعات الناشئة: بما فيها المشاريع الخضراء ومنخفضة الكربون، والخدمات الصحية والطبية، والاستثمار والتمويل، والطيران والفضاء، والاقتصاد الرقمي، والاستخدام المستدام للطاقة النووية.

ولما للصين من دور ريادي في سلاسل القيمة العالمية ومكانة المملكة العربية السعودية كمورد موثوق ومسؤول للطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وبأخذ طموحات المملكة لتطوير مكانتها كمركزٍ إقليمي، فإن التعاون الوثيق سيساعد الشركات في جميع أنحاء العالم على إعادة بناء سلاسل التوريد وتنويعها، حيث ما تزال الصين من محركات النمو الرئيسية في العالم – ومن المصادر الرئيسيين التي تغذي هذا المحرك، وأن التعاون الوثيق مع الصين يعد أمراً حيوياً. لتعميق هذه الشراكة وتنويعها مما يجعلها أقوى.

كما أن القطاعات التي تخلق فيها رؤية السعودية 2030 الفرص الواعدة والجاذبة هي قطاعات تتميز بها الشركات الصينية على مستوى العالم – سواء الطاقة الشمسية أو التصنيع المتقدم. ويساعد المستثمرون الصينيون المملكة العربية السعودية في إطلاق إمكانات هذه القطاعات من خلال استقطاب رؤوس الأموال، والخبرات، والتكنولوجيا والتدريب على نطاقٍ واسع.

ففي العام الماضي افتتحت هواوي أكبر متجر رئيسي لها خارج الصين في الرياض، كما وقعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع اتفاقيتين استثماريتين بقيمة 7 مليارات ريال سعودي (1,89 مليار دولار أمريكي) مع شركة زينغوانغ الصناعية – وهي جزء من مشروع قد يكون يوماً ما من المشاريع التي تسهم في النهوض بالعلاقات السعودية الصينية؛ مثل: شركة أرامكو السعودية التي ترمز إلى العلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

ومن المقرر بأن يعقد المنتدى العاشر لرجال الأعمال العرب والصينيين مطلع الأسبوع القادم تحت شعار “التعاون من أجل الرخاء”، في مدينة الرياض، بمشاركة مشاركة أكثر من 3,000 من صناع القرار، وكبار المسؤولين الحكوميين، والمستثمرين، وأصحاب الأعمال في 23 دولة بهدف التفاعل والتواصل من خلال عددٍ من الجلسات العامة، والمناقشات المتخصصة.

زهير بن جمعه الغزال

مراسل شفق المنطقة الشرقية الأحساء 31982 ص ب 5855 موبايلي 00966565445111

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى