مقالات

هناك أناس خلقوا للإزعاج

بقلم ـ امل سليمان

 

من المؤسف أن لا تلتفت لنفسك التي تعبت من مهام الحياة وما يدور حولها وتنتبه لأولئك البشر اللذين همهم الوحيد مراقبة المختلفين عنهم فكراً , أو سلوكاً أو حتى إهتمام , وتعيش في حالة تبرير و إظهار ما يرضي عيونهم أو سمعهم , وبهذا أنت تشكل هالة حول روحك قد تكون غير حقيقية , حتى لو أظهرت ما يحبون يضل هذا الشعور داخلك في تزايد وإستمرار قد يستنزف روحك وكل طاقة إدخرتها لجسدك كي يكمل مشوار ما بنيته , أو كان في محتمل البناء وتسعى لإكماله , وهذا خطأ كبير تقترفه في حق نفسك ومستقبلك وشخصيتك التي تحاول في خطى ثابته أن تصنعها بقدر محيطك الذي أنت فيه , وفي الأخير لن ترضي أحد , ولن تكون السعادة حليفة لك ولأي إنجاز قد أتممته أو تركض ساعياً للوصول إليه في حياتك , وهكذا تصبح كل دائرتك هم أولئك الذين لن يكترثوا لكل ما تفعله سوى ما ينظرون اليه وما يفكرون به , وتجد نفسك عبداً نفسياً لغيرك في زمن أصبحت الحريات فيه هي حياة الفرد في المقام الأول وما دونها هو عبث وعبودية , وحتى تنجو من هكذا فكر مزعج وناس مزعجين هو أن تتحرر بكل طاقتك من أعين خارجية لا تنظر لك ولسعادتك وكيانك من البداية الى النهاية , ولن يصبح هذا الآمر حقيقياً وقيد التنفيذ إلا بأمر مهم وقاعدة رئيسية سيبنى عليها شعورك وشعور الآخرين تجاهك , وهو أن تلتفت لنفسك ولشعورك في المقام الأول ومن بعدها الآخرين , ما تريدها روحك , وما يتمناه خيالك , وما هي الخطوات التي تحتاجها لتحقيق ما يستحق أن يتحقق , وهذا كله بناء لك ولقادمك دام أنه لا يتعارض مع الآخرين ولا يزعج آحد , فروحك أولى في البداية أن تعالج من كل عين أو فكر مضر , وبعدها في الحياة إذا لم ازعجك أو أكون سبب في مشكلة لك فهذه حياتي , ولا يحق لأحد أن أقدم له مبررات أو سلوك يرضيه , قد أكون متعاون , ومساعد , وذا روح قد تخفف آلم الآخرين اذا احتاجوا ذلك , لأن الإنسانية والدين ركيزتهما الآساسية هي حب الخير ومساعدة المحتاجين إن كانوا يعانون أو يستحقون المساعده , وليس هذا معناه أن عينك وحسدك شيء ذو إهتمام أو مرض يحتاج أن اعالجه واستنزف روحي من أجله , نعم الصداقات تبنى لتخفيف معاناة ما قد يحدث للحياة , وليست لأعيش كي اصبح أنا موضوعك الدائم , هذا وهم أن تبقي حياتك رهن الآخرين وتحت وطأة أعينهم , أو محاولة حسدهم , فتبقي حياتك كلها محاولة للفت ما يدور فكرهم حوله , أو تشكيل كل ما يهمك من أجلهم , وبهذا أنت فقدت نفسك وماضيك وبداياتك ومستقبلك ..
أنت هو الأصل في كل الحياة , وكل ما يدور حولك هو هالتك وما تصنعه , والآخرين هم حولك ككل بشر العالم , ولهم التعامل الراقي , وحقيقة الصدق والصداقة ان هم يستحقون ,و إلا فهم إزعاج وحمل لا يستطاع عليه , وشعور يحمل من الكراهية وأساليبها الكم الهائل من التعب والتآخر والمعاناة , والكراهية غالباً شعور مضاعف من المشاعر , وتحمل معاناة أكثر من الحب بكثير , وهذا ما قد يجعل منك شخص غير الذي تعرفه تماماً , ضائع بين نظرة هذا , وحسد ذاك , وهذا خاتمة لروح أسوأ إختيارها لنفسها أنها إكترثت لبشر داخلهم مشاعر منتجة للألم ولمعاناة الآخرين فقط .
الحياة صنعت لك , ولك أن تعيشها كم تحب , وإذا أردت الإهتمام بشيء في الحياة أولاً هي روحك وسعادتك , والآخرين إذا لم يكونوا ضمن هذا القرار ,فهم آخر شيء يستحق التفكير والإستطاعة بالإهتمام , روحك تستحق أن تنطلق للأفضل , لإهتمامات ذو فائدة , لنشاط قد يصنع منك خير لغيرك وللمجتمع , فأنت الحكاية وكل المشاعر , و ما دونك إن لم يكن مفيد فهو هامش ومزعج ككثير من الكائنات المضرة التي تحاول طول حياتك تجنبها والفرار منها , الحياة وجدت لنعيشها لأنفسنا , وليس للتبرير أو إرضاء الغير , وسيضل الحاسد كما هو لك ولغيرك , والعين التي تحمل الشر سيضل الشرار فيها حتى تلتهم جسدها نفسه , فلماذا تصبح الروح أسيرة السوء ولها خيارات أخرى , و تستطيع بها أن تكون أجمل وأسعد وأخير روح وجدت في الأرض .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى