اخبار المناطقالثقافيةمقالات

الطلاق .. د ضيف الله مهدي

 

لن أقول إن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله فهذا يعرفه الصغير قبل الكبير ، والجاهل قبل المتعلم ، ولكن سأقول : إن الطلاق مثل ما شرع لهذه الأمة المحمدية فيه الخير والصلاح . والطلاق هو علاج لمرض سوء توافق وعدم وئام حدث بين زوج وزوجته . ثم تم استخدام جميع العقاقير له إلا أنه لم ينفع ، ووجد الطلاق كعلاج ليبدأ الرجل يبحث عن امرأة ربما يحدث توافق بينهما ويحيا معها حياة طيبة ، وتنتظر المرأة الرجل المناسب الذي يتقدم لها لتعيش حياتها .. وصحيح أن هناك أضرارا نفسية ومادية واجتماعية قد تحدث بسبب الطلاق ، لكن نقول إن الشخص قد يتخلى عن بعض أطرافه أو جزء من جسمه من أجل أن يحيا باقي الجسد سليما معافى . وقد واسى الله سبحانه المطلقين فقال : (( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته )) . والأطفال إذا كان هناك أطفال بين المطلقين هم الذين سيتأثرون وسيواجهون المعاناة في حياتهم وتستمر معهم مشكلة انفصال والديهم في حياتهم الحاضرة والمستقبلية . وستتأثر نفسياتهم ومستوياتهم الدراسية ونظرتهم إلى الحياة وعلاقاتهم الاجتماعية ، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين هم من بيوت قد حدث فيها انفصال وطلاق بين آبائهم وأمهاتهم هم أكثر عرضة للأمراض النفسية والنفسجسمية والإدمان والترويج والإجرام والاكتئاب وغير ذلك . وقد يتخلى الوالد المطلق عن أبنائه بسبب كرهه لأمهم التي طلقها ، وقد تتخلى الأم عن أطفالها من زوجها الأول بسبب كرهها لزوجها الذي طلقها .
وهناك أسباب لوقوع الطلاق ومنها :
١- المغروس في النفوس من مرحلة الطفولة ، وقد ما قد شاهده وعايشه الطفل من حياة متقلبة وخصام وانفصال وعراك داخل أسرته.
٢- الجهل بالحياة الزوجية والجهل بفقه الحياة الزوجية وبحقوق الزوجة والزوج .
٣- انعدام الثقافة الجنسية وعدم معرفتها ، فقد وقعت حالات طلاق بسبب الجهل بأنواع غشاء البكارة وكيفية الممارسة الجنسية .
٤- تدخلات الأهل والأقارب في حياة الزوجين ، فقد يلزم والد أو والدة الزوج ابنهما عمل شيء لا ترغبه زوجته مما يجعل أهل الزوجة يتدخلون وتصل الأمور إلى العناد والتحدي ، وقد يجبر الوالد ولده على تطليق زوجته ، أو والد ووالدة الزوجة يجبرانها على طلب الطلاق أو الخلع .
٥- المميزات التي تمنح للمطلقة من مساعدات مالية وسكنية وضمان اجتماعي ، من وجهة نظري ساهمت في جعل الزوجة تطلب الطلاق لتحصل على تلك المميزات .
والعلاج أراه يكمن فيما يلي :
١- اختيار الزوجة وفق ما حثت عليه الشريعة والدين الإسلامي الحنيف ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) ، ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. الحديث ) . هنا ستكون أسرة إن شاء الله صحيحة نفسيا واجتماعيا .
٢- لابد من الثقافة الجنسية ومعرفة كثير من أمور التعامل والمعاشرة والعشرة حتى تزول سحابة الجهل ولا يحدث الطلاق نتيجة الجهل .
٣- على الزوجين عدم إشراك والديهما في مشاكلهما ، وعلى الآباء والأمهات عدم التدخل في حياة أبنائهم وبناتهم المتزوجين والمتزوجات ، إلا إذا كانت هناك أمور تلزم تدخلهما لحل المشكلة وليس لتأجيج نار المشكلة .
٤- لا تعطى المطلقة أي مميزات ومساعدات إلا بعد دراسة مستوفية لمشكلة الطلاق الحاصل لها وهل هي السبب في حدوثه ام الزوج فإن كانت هي السبب لا تعطي أي مميزات والضمان اجتماعي أما إن كان الزوج السبب في حدوث الطلاق فتعطى المطلقة المساعدات والدعم والضمان الاجتماعي ، ثم لابد من معرفة كم سنة أمضت متزوجة وصبرت على الزوج السبب في الطلاق ثم تطلقت . أما زوجة لم يدخل بها وتطلقت أو أمضت بضعة شهور أو بضعة سنوات وكانت هي السبب في حدوث الطلاق فلا تعطى أي دعم أو مساعدة . كذلك المطلق إن كان هو السبب في حدوث الطلاق فلا يعطى أي دعم أو مساعدة .
٥- عمل دورات مكثفة للمقدمين على الزواج وتوضيح كل الأمور والحياة الزوجية والمشكلات التي قد تواجههما في حياتها ووضع حلول لتجنب تلك المشكلات ووقوع الطلاق .
والله الهادي إلى سواء السبيل
د. ضيف الله مهدي
مختص نفسي ومستشار أسري ونفسي وتربوي

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى