مقالات

كيف نمحو الغيرة؟

بقلم: منار أحمد

 
كان هناك أب حنون رزقه الله بالبنات المؤنسات دانة وجمانة وكان قلبه يميل لإحداهما أكثر من الأخرى وظهر ذلك جلياً في تعامله، كانت جمانة تلاحظ كثيراً التمييز بينهما ٬ وكبرت وكبر هذا الشعور معها، وبسبب مشاعر جمانة المتضاربة كانت دائما ما تفتعل المشكلات مع اختها او تنقص من قدرها وتستهين بإنجازاتها،أصبحت دانة تكره هذا السلوك من أختها الذي لا تعرف سببه الأساسي واستمر هذا السلوك حتى تجرأت دانة وحاورت أختها حواراً هادئاً لتصل للبِّ المشكلة وتصلح الأمور معها، استوعبت حينها هذا الشعور وتفهمته أكثر٬ فكرت وتساءلت عن كيفية محو شعور الغيرة من صفاتها.

الغيرة هي مشاعر معقدة من الخوف والفقدان والغضب والإذلال، تحدث نتيجة للشعور بتهديد حقيقي أو وهمي من دخول شخص ثالث للعلاقة، فالغيرة تصيب جميع العلاقات مثل: العلاقات العاطفية، علاقات الأصدقاء، العلاقات الأسرية كما ذكر في موقع موضوع.

كما أن للغيرة درجات بين البشر وتختلف أنواعها :
مثل:الغيرة المحمودة والغيرة المرضية.
ومما نلاحظ بشكل متكرر حول شعور الغيرة بأن لها أشكال كثيرة منها: الغيرة بين النساء والغيرة بين الأطفال و الغيرة بين الإخوة ، والغيرة بين الحيوانات.

نعم ! كما قرأتم غيرة بين الحيوانات أكرمكم الله، تشير الدراسات ان للحيوان مشاعر مثلنا فلديه عواطف بدائية يشترك بها معنا، فكل حيوان لديه قدرة معرفية سينتج سلوك الغيرة.
بحسب موقع إي عربي يعرف سلوك الغيرة عند الحيوانات بأنه: عاطفة فطرية غير مكتسبة تنمو من أجل حماية العلاقات الاجتماعية من الحيوانات المتطفلة الأخرى فحسب الدراسات فإن هذه الغيرة تصنف بأنها موقف تنافسي يتنافس فيه حيوان مع آخر على شيء يريده.
المشكلة ليست في شعور الغيرة فقط، بما أننا اتفقنا على أن شعور الغيرة فطري لدى معظم المخلوقات، دعوني أطرح عليكم هذا التساؤل؛
هل هناك فرق بين الغيرة المحمودة والغيرة المرضية ؟
نعم .. هناك فرق.
وكما ذكر في موقع صحيفة قبس أن الغيرة المرضية هي التي تسيطر على مشاعر الإنسان السلبية فيتولد عنده الشعور بالنقص وبالتالي الحسد لمن ينافسه .
ومن ناحية أخرى الغيرة شعور قلبي طبيعي أما الاستجابة المفرطة له ستحوله الى أمر آخر وإن زادت الغيرة عن المعدل الطبيعي بين البشر حينها ستتحول إلى شعور أخر وتتخللها مشاعر الغضب والحقد على الطرف الأخر وتمني زوال نعمته وحينها تصبح غيرة مرضية.
قد تتحول الغيرة إلى مرض نفسي يتصف صاحبة بالأنانية ويعاني من عقدة النقص والقلق حيث يرى نجاح ورزق الآخرين تهديداً له فيحسدهم على ما يملكون  فيعذب نفسه ومن حوله بهذه المشاعر السيئة .
ففي الحديث الشريف: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُالْحَطَبَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.
أرى أن كل مانحتاجه هو السيطرة على هذا الشعور وتوجيهه توجيه صحيح حتى لا يصبح حسداً يأكل القلب.
لنهذب أنفسنا و نكبح مشاعرنا السلبية التي قد تفسد أخلاقنا الحسنة وإن حصل وواجهنا شعور الغيرة الشديدة فلنبدأ بالدعاء للشخص الأخر ونتمنى له البركة حتى تهدأ نفوسنا ونتأكد بأن الله سيعوضنا بالعوض الجميل.
ذكرنا في بداية المقال أشكال الغيرة وكان المتعارف عليه غيرة البشر بين بعضهم وتناولنا غيرة الحيوانات ايضاً لنرى مدى طبيعية هذا الشعور عند المخلوقات ذات القدرة المعرفية ثم قارنا بينها وبين الغيرة المرضية وكيفية تهذيب أنفسنا للسيطرة على هذه المشاعر السلبية. بيدنا وحدنا تحسين أخلاقنا والسيطرة على مشاعرنا، لنسعى معاً لمحو هذه الصفة المذمومة.

المصادر:
سلوك الغيرة لدى الحيوانات
مدونات في الغيرة والحسد
ماهي الغيرة – موقع موضوع
الغيرة.. أسبابها وأشكالها وآثارها على الفرد والمجتمع
موقع المنال
متى تصبح الغيرة مرضاً؟ موقع القبس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى