جديد الاخبارمقالات

كن حذراً من منصات التواصل الاجتماعي

مهدى آل عثمان

من المثير للاهتمام ومما يدعو للوقوف للتأمل قليلاً، فيما نشهده حين نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي وعلى وجه التخصص منصة x ، أن نشاهد حسابات وهمية أو حسابات لأشخاص لهم قيمة اجتماعية يخوضون تراشقات بعبارات والفاظ يندى لها الجبين مع حسابات اخرى على مستوى الوطن او مع اصحاب حسابات اخرى من دول مجاورة، يصبح فيها كل شخص جنديًا محتملًا أو محاربًا يتمترس خلف شاشته بعتاده اللغوي المفترض .
وهو بدوره يقوم بالتعبئة الفكرية لكل من يتابعة ويشاهد كتاباته بتلك الأساليب والألفاظ اللغوية التي تستميل أفكار الكثير ممن يسهل السيطرة عليهم واستمالتهم وتوجيههم في نفس السياق لكل طرف .

اصحاب تلك الحسابات ينقسمون إلى عدة أقسام؛
فمنهم من هو مأجور الثمن يكتب كل ما يملى عليه مقابل حفنة من المال أو تسيير بعض المصالح الخاصة به . ومنهم من يعمل ذلك العمل بدواعي شخصية عدائية وفق أيديولوجية مقتنع بها، واخرون يقع عليهم المثل القائل مع الخيل يا شقراء يميلون من حيث ما مالو الناس بلا تفكير ولا تدبر او تريث .

ان الواقع الإفتراضي الذي يعيشه الفرد وهو خلف جهازه المحمول او المكتبي، يجعلنا نقف سوية لتحليل هذه الشخصيات التي تكون في ظاهرها خلف لوحة المفاتيح في أشرس صورها واعنفها حسب تصورنا لهم . وفي حقيقة الأمر هم أشخاص تسيطر عليهم عواطفهم وانفعالاتهم ومصالحهم للقيام بتلك الكتابات التي بدورها تأجيج الرأي العام وتثير البلبله وتخلق شي من الفوضى وتنتشر فيها الشائعات، دون استشعار ادنى حد من المسؤولية الأخلاقية فيما يقوم به .
وقد ينطبق على بعض أولئك الأشخاص (( اجسام الفيلة وعقول العصافير )) وقد قيل في الحكمة أن الأواني الفارغة تحدث ضجيجاً دائماً .

رسالتي لكل مستخدم ومتصل بوسائل التواصل الاجتماعي، أن يقف على المشهد ويتريث في كل ما يكتب في وسائل التواصل وان لا يندفع او يتعجل في الخوض في حوارات او سجالات لا تعود عليه بالنفع وقد تكون القرارات فيها قرارات سيادة .
وحسبنا في ذلك توجيه الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم في الحديث الشريف فيما اوصى به معاذ ابن جبل رضي الله عنه حين قوله (( ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم ))
ونستدرك قول الشاعر :

وما من كاتب إلا سيــفنى .. و يبقي الدهر ما كتبت يداه
‏فلا تكتب بكفك غير شيء .. يـسـرك في القيامة أن تراه

فنحن هنا في مملكتنا الغالية الحبيبة ننعم بقيادة واعية حكيمة، المواطن هو محور التنمية وهدفها .

حفظ الله مملكتنا قيادة وشعباً، وزادها الله رغداً في العيش وأدام عليها أمنها واستقرارها.

كاتبه
مهدى آل عثمان
0555760321

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى