لا تتركيني الوكُ الهَمَّ والتَّعبا
وامنحيني حنانًا يبلغ الشُّهُبا
هَاجَ الهيَامُ في قلبي وذاكرتي
فَقَطَّعَ القلبَ لي من بعدكم إرَبَا
أدركتُ موتي وكان العمر أولهُ
ادمى الفؤادَ ودكَّ العظمَ والعَصَبا
سطَّرتُ شوقي بدمعِ العينِ اكتبهُ
ما ضَرَّ لو كان لي في قربكم سببا ؟
فما استراحَ لنا حرفٌ وقافيةٌ
قد أشعلَ الهمُّ في وجدانيَ اللهَبا
وهاجمَ الشوقُ أفكاري ومعرفتي
هامَ الودادُ بجورِ الحبِّ وانتحبا
هذي مآقي عيوني وهي باكيةً
ملءُ الجفون ليبدي أُنْسها نَصَبا
كلُّ الحرائقِ تُحرقني بلوعتها
وتشعلُ البونُ في اركانها حَطَبا
تَمُرُّ الثوانيِ كما الأعوامِ ادركها
كعمرِ نوحٍ ، تعدى الدَّهرَ والحِقَبا
فأسألي البدرَ والشمسَ التي طلعتْ
إني أصوغ القوافي فيكِ والأدبا
وانشدُ الشعرَ في الآفاقِ انثرهُ
عطرًا ، يضاهي أريجَ الشيحِ والسُّكَبا