الثقافيةمقالات

علم أسباب المرض الحلقة (٧) .. د . ضيف الله مهدي

أهم الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الشخصية في هذه المرحلة :
أ ـ الحرمان من رعاية الأم : أساس الصحة النفسية للفرد هو العلاقة الوثيقة بين الطفل وأمه ، والحرمان من هذه العلاقة العاطفية يسمى بـ (الحرمان الأمومي ) الذي إمّا أن يكون كاملا ، كانفصال الطفل عن أمه لسبب من الأسباب . أو جزئيا ، فهو يعيش معها ولكنها لا تمنحه الحب الكافي ، وهذا يحدث للأسباب التالية :
1ـ عدم وجود الجو الأسري إطلاقا : حيث يعجز الوالدان عن تكوين علاقات عاطفية مع أبنائهما ، لأنهما قد حرما من هذه العلاقة .
2ـ وجود الجو الأسري ولكنه عاجز : وذلك بسبب الظروف الاقتصادية أو الأمراض ، أو عمل الوالدين ، ويكون الحرمان ضارا في الحالات التالية :
ـ إذا كانت علاقة الطفل بأمه وثيقة فالحرمان هنا له دور خطير في شخصيته مما يترك أثارا ضارة مثل : تعطيل النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي . وقد بينت الدراسات التي أجريت على أطفال عاشوا في مؤسسات رعاية داخلية ، وأطفال عاشوا في كنف أسرهم ، وكانت النتيجة أن حرمان الطفل من رعاية الأم يعطل النمو الذهني والاجتماعي للطفل ، ومن آثاره أيضا اضطراب النمو النفسي ، وخاصة البناء الدينامي للشخصية .
3ـ شعور الطفل بأنه منبوذ :
وهذا الشعور يحدث للأسباب التالية :
أ ـ إهمال الطفل وعدم السهر على راحته والعناية به وتلبية حاجاته .
ب ـ انفصال الطفل عن والديه ، وخاصة أن الطفل في المراحل الأولى حساس تجاه غياب والدته عنه .
ج ـ التهديد بالعقاب البدني لتعويده على النظام والنظافة .
د ـ التهديد بالطرد من المنزل أو تخويفه .
هـ ـ كثرة توجيه النقد له ، والسخرية منه أواللوم ، أو مقارنته بأطفال آخرين ، مما يقلل من شأنه .
و ـ عصبية الأم وتذمرها منه حين إشباع حاجاته .
ز ـ عدم حمايته والاهتمام به وعدم الإجابة على أسئلته .
والآثار التي يتركها هذا الشعور عند الطفل فهي متنوعة ومنها :
ــ يقوم بأشكال متنوعة من السلوكيات الشاذة ( كالتخريب ، والتكسير ، والانتقام ) وذلك من أجل لفت الانتباه إليه .
ــ يعرض نفسه للإصابات .
ــ يمتنع عن الطعام ، مما يُحدث لديه اضطرابات في التغذية .
ــ يتبول لا إراديا .
ــ يكون عدوانيا في المدرسة أو البيت .
4ـ إفراط الأبوين في التساهل والتسامح مع الطفل :
ويلجأ الأهل إلى هذا الأسلوب نتيجة لعدة عوامل ومنها :
أ ـ حين تكون العلاقات الزوجية خالية من المحبة ، والعطف . فعدم إشباع الحب عند الأم يجعلها تغالي في العطف على ابنها .
ب ـ عدم إشباع الرغبات الجنسية عند الزوجة ، إمّا بسبب طبيعة عمل الزوج أو عوامل نفسية مثل ( الكره اللاشعوري للطرف الآخر ) .
ج ـ قد يكون الإفراط في التسامح والتساهل نتيجة لعوامل لا شعورية ، كالأم التي تغدق العطف على ابنها الذكر بسبب حرمانها هي من عطف والدها عندما كانت طفلة .
د ـ قد يكون الإفراط في التساهل والتسامح نتيجة لكراهيتهم لأبنائهم ( كراهية دفينة ) مما يشعرهم بالذنب ، فيقوم الأهل بسلوك عكسي وهو المبالغة في العطف على الأبناء .
هـ ـ قد يكون الإفراط في التسامح والتساهل لأن الوالدين يتقمصون سلوك آبائهم حين كانوا صغارا .
• الآثار التي يتركها أسلوب الإفراط في التسامح والتساهل :
أ ـ في مرحلة الطفولة :
ــ عدم النضج الانفعالي ، بحيث يكبر الطفل ولا يزال يتصرف كالصغير .
ــ يطلب التأييد لكل فعل يقوم به .
ــ عدم قدرته على قضاء وقت الفراغ ، والتسلية ، والتحرر من أمه .
ــ عدم شعوره بالمسؤولية ، أو أداء الواجبات المنزلية والدراسية دون مساعدة والديه .
ــ عدم تعوده على الفشل والإحباط ، وهذا يعرضه للكثير من الصدمات في مواقف الحياة المختلفة . وبهذا يكون عرضة للاضطراب النفسي ، واضطراب العادات كقضم الأظافر ، والعدوان ، والعناد ، وثورات الغضب .
ب ـ في مرحلة المراهقة :
في هذه المرحلة تظهر تغيرات جسمية وانفعالية واجتماعية متنوعة تؤثر في شخصية المراهق ، مثل عوامل النضج الجسمي ، والتقلبات العاطفية ، والميول الجنسية ، والاهتمامات المتعلقة بالدراسة والخطوبة والعمل .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى