اخبار المناطقالثقافيةمقالات

فرط النشاط وتشتت الانتباه .. د. ضيف الله مهدي الحلقة (١١)

وتهتم كثير من نظريات الانتباه بقضيتين خلافيتين وهما :
1ـ الوعي .
2ـ إدراك ما دون الوعي .
أو أثر المنبهات التي تكون على درجة كافية من القوة ، بحيث تقع فوق عتبة الشعور الفسيولوجي ، ومع ذلك فإننا لا نشعر بها 0 وتركز النماذج المعاصرة للانتباه على المرحلة التي يحدث فيها انتقاء المعلومات . وتنطوي هذه النظريات على فكرة أن الأفراد لا يشعرون بالإشارات في المرحلة الأولى من معالجة المعلومات ، ولكن بعد اتخاذ قرار ، أو انتقاء ما تمر به بعض الإشارات لتحظى بمزيد من المعالجة . وتركز البحوث الحديثة في الانتباه على عدة قضايا هامة تشمل :
1ـ دور المعالجة التلقائية والانتباه .
2ـ الوعي .
3ـ الآليات العصبية الداخلية المرتبطة بعلم نفس الانتباه .
4ـ الانتباه الانتقائي ومعالجة المعلومات من جانب الخبراء . ( سولسو ، 1996 ).
ويذكر( عبد الله ، 2001 ) ” أن هناك دراسات متعددة وخاصة دراسة العالم النفسي ( وايس ) Weiss ورفاقه ، إلى أن عدم مواجهة اضطراب ضعف الانتباه والنشاط الزائد ورمزه مختصرا ( Addh ) وعلاجه في البداية يزيد من خطر التعرض للسلوك اللااجتماعي ، والسيكوباثية في المراهقة والرشد ، إضافة إلى أثاره السيئة في العمل المدرسي .
وقد أتبع الاتجاه البيولوجي / النفسي / الاجتماعي في علاجه Bio Psycho Social Treat Ment وذلك باستخدام عقاقير طورت حديثا وتبين أن لها مفعولا جيدا مع استخدام المعالجة السلوكية والمعرفية والأسرية التي حققت نتائج مثمرة .
العلاج لفرط الحركة أو فرط النشاط أو النشاط الزائد :
ويحتاج هؤلاء الأطفال إضافة إلى التشخيص المناسب التدريب المناسب، فهم بحاجة لبرنامج موضوع بدقة للتعامل مع تصرفاتهم كسلوكيات يجب تعديلها(أو ما يطلق عليه تربويًّا تعديل السلوك –حيث إن كل تصرفاتنا هي في الأساس سلوكيات)، ويتم ذلك باستخدام العديد من التقنيات العلاج السلوكي .
العلاج السلوكي :
() يعتمد العلاج السلوكي بالأساس على لفت نظر الطفل بشيء يحبه ويغريه على الصبر لتعديل سلوكه، وذلك بشكل تدريجي بحيث يتدرب الطفل على التركيز أولاً لمدة 10 دقائق، ثم بعد نجاحنا في جعله يركِّز لمدة 10 دقائق ننتقل إلى زيادتها إلى 15 دقيقة، وهكذا…
() لكن يشترط لنجاح هذه الإستراتيجية في التعديل أمران:
الأول ـ الصبر عليه واحتماله إلى أقصى درجة، فلا للعنف معه؛ لأن استخدام العنف معه ممكن أن يتحول إلى عناد، ثم إلى عدوان مضاعف؛ ولهذا يجب أن يكون القائم بهذا التدريب مع الطفل على علاقة جيدة به، ويتصف بدرجة عالية من الصبر، والتحمل، والتفهم لحالته، فإذا لم تجدي ذلك في نفسك، فيمكن الاستعانة بمدرس لذوي الاحتياجات الخاصة ليقوم بذلك .
الثاني ـ يجب أن يعلم الطفل بالحافز (الجائزة)، وأن توضع أمامه لتذكِّره كلما نسي، وأن يعطى الجائزة فور تمكنه من أداء العمل ولا يقبل منه أي تقصير في الأداء، بمعنى يكون هناك ارتباط شرطي بين الجائزة والأداء على الوجه المتفق عليه (التركيز مثلاً حسب المدة المحددة…)، وإلا فلا جائزة ويخبر صراحة بذلك.

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى