ادب وفنشعر وخواطر

(ماهية الحب).. بقلم: مرشده فلمبان.

يقع الحب عند الكائن الإنساني موقعََا مهمََا في حنايا الوجدان.. فهو حاجة إنسانية قيمة.. وشعور مميز وسلوك متحصل لتأثير الإنجذاب.. إذ ننجذب إلى سيطرتها، فالحب علامة فطرية تنشأ بين الجنسين الذكر والأنثى ويحمل في طبيعتها إنسجام المشاعر، وتوافق الأهداف، وتكون مبنية على التفاهم والتلاقي الروحي والإنسجام وتهدف إلى خلق الراحة النفسية والسعادة لكلا الطرفين. أما الحب في رأي الفلاسفة كلمة لها صلة بشيء غير محسوس، ويؤخذ في الإعتبار أن الحب يحقق معجزات يتغنى بها المحبون.. وإن الحب عند الفلاسفة جنون ودموع يالطيف يارب!! ويأتي دور الأدباء والفلاسفة العرب فلهم آراء متعددة ومؤلفات مختلفة. فقد عبر الجاحظ عن الحب في كتابه (النساء) بأنه ذاك الشعور العقلاني البعيد عن اللهو والعبث… وأما إبن حزم الإندلسي فقد رأى في كتاب (طوق الحمام) أن الحب يبدأ بالهزل وينتهي بالجد…. أما إبن سينا فعبر بقوله أن العلامات التي تظهر على من يحب مثل : تشتت الذهن وفساد المخيلة والهذيان والحماقة.. وتصيبه حالة إكتئاب عند فراق المحبوب وهجرانه….. وفي رأي إبن عربي في كتابه (الفتوحات المكية) من علامات الحب عدم مقدرة المحب على النوم وأن الغاية هي العشق.. وضرب مثالََا على العشق : عشق قيس بن الملوح لليلى حيث كان يكرر إسمها ويناديها فإن لبت نداءه طلب منها الإبتعاد. فالحب سيداتي سادتي يزرع في نفوسنا راحة نفسية لاتضاهى، وينصب لنا جسرََا من جمال المشاعر، والإكتفاء بالحبيب الذي يحتوينا…. فالحب في رأيي هو استمرار الحياة لأنه نصف الحياة أو كل الحياة.. هو الإهتمام وتكامل علاقة متناسقة رائعة، فلو انك أيها المحب تحب وردة تهتم بأن تسقيها لتحيا وترتوي.. هكذا الحب.. ليست مجرد علاقة أوشهوة.. فأي مناقشة فلسفية حول الحب تبدأ بالحديث عن طبيعته ولا يمكن أن تعبر عنه منطقيََا. ولي سؤال ( هل الحب في رأيكم قدر أم قرار)؟

مُرشده فلميان

كاتبة مقالات وقصص قصيرة وخواطر معلمة وعضوة عاملة في جمعية متقاعدي مكة المكرمة وعضو مشارك بصحيفة شفق الالكترونية.
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى