الثقافيةمقالات

علماء من بيش ..د . ضيف الله مهدي

الأستاذ مساعد أبو طالب

إنه الطيب سليل بني هاشم ، نجوم الأرض والزمن الأستاذ / مساعد بن محمد يحيى أبو طالب ، أستاذ الأجيال وأستاذ اللغة العربية ، يحمل دبلوم معهد المعلمين ودبلوم الكلية المتوسطة ، عمل في التربية والتعليم ٣٣ عاما ، من خيرة المعلمين الذين مروا علي في حياتي الدراسية ، وأيضا من خيرة المعلمين الذين زاملتهم .. بدأ مشواره في عام ١٣٩٢هـ، حينما عين معلما بمدرسة بيش الابتدائية وكانت تلك السنة هي آخر سنة للوالد المربي الفاضل / جبريل جندلي يرحمه الله .. في نهاية شهر ربيع الأول عام ١٣٩٥هـ ، جاءت أمطار وسيول بعد ـ استشهاد الملك فيصل يرحمه الله ـ هدمت بعض فصول المدرسة والتي كانت مبنية من الطين وهي للشيخ جبريل جندلي يرحمه الله والسيل قد اخترق مدينة بيش عندما انفجر عقم عقلة الحدادة من جهة المطعم البخاري حاليا في مجمع المريع ووصل حتى المستشفى العام والمدرسة الابتدائية والمتوسطة والمندوبية حيث لم تكن المدرسة موجودة وكذلك المستشفى ، وأكملنا دراستنا في مبنى المدرسة المتوسطة الأولى مدة شهرين تقريبا . في عام ١٣٩٦هـ ، التحق طلاب المدرسة الابتدائية بنفس المدرسة المتوسطة الأولى حيث مبنى مدرسة الزبير لم يكتمل بعد ، وهنا قسم الطلاب إلى قسمين قسم بقي في مبنى المدرسة المتوسطة وقسم انتقل إلى مبنى للشيخ علي بن يوسف فقيه يرحمه الله وسميت مدرسة أبي هريرة وعين مديرا لها الأستاذ موسى عقيل أبو شائقة ، أما القسم الثاني فبقي حتى تجهز مبنى المدرسة الإبتدائية وانتقل الطلاب إليها وسميت باسم مدرسة الزبير بن العوام ، وكان مديرها الأستاذ حسن منصور الأعجم يرحمه الله ومن ضمن أعضاء هيئة التدريس الأستاذ مساعد محمد أبو طالب .. في عام ١٤٠٠هـ ، ذهب إلى أبها يواصل دراسته في الكلية المتوسطة ، وبعد تخرجه عين معلما بمدرسة المطعن الابتدائية وبقي بها عدة سنوات ثم انتقل إلى مدرسة مسلية الابتدائية وبقي بها حتى تقاعد عام ١٤٢٥هـ . درسني مواد اللغة العربية في الصف السادس الابتدائي يمتاز بضخامة الصوت الذي يضفي لك متعة عندما تسمعه يتحدث أو يشرح درسا أو يلقي كلمة في حفل خطابي .. رجل متواضع ومؤدب وأنيق الكل يحبه ويحترمه لدماثة أخلاقه وسمو روحه.
أنتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الموافق ١٥ صفر ١٤٤٢هـ ، رحمه الله رحمة واسعة وجعله من أهل الجنة .
وفي مساء يوم الأحد الحزين الموافق ١٧ صفر ١٤٤٢هـ .. وارينا أستاذ الأجيال الثرى ، ودعينا الله أن يرحمه رحمة واسعة ويجعله من أهل الجنة ..
قال يرثيه الأستاذ محمد السيد بن علي النعمي :
وداعاً. أباخالد
لسْتُ أدري من الأسى ما أقولُ
مُهْجتي لوعةٌ ودمعي هَطولُ
يالهذي الحياةِ كمْ لوّعتْنا
بفراقٍ ترْتجُّ منهُ العُقولُ
يا أبا خالدٍ طوتْكَ. المنايا
فانطوى بَعْدكَ الزمانُ الجميلُ
لِمَ فارقْتَنا بغير. وداعٍ
وارتضيتَ الرحيلَ وهو مهولُ
لِمَ ألبستَنا من الحُرنِ ثوباً
ليس يَبْلى ، ولوعةً ما تزولُ
يا بنَ بنتِ النبيِّ والموتُ حَقٌ
ما لنا عنْ حِياضهِ تحْويلُ
غِيرَ أنّ الفراق َ هزَّ كياني
وغشاني من المُصابِ الذهُولُ
يا أبا خالدٍ بكتكَ الغوادي
وبكتْ بيش أهْلُها والحقولُ
مُذْ نعتكَ الأخبارُ والقلبُ دام ٍ
وفَمُ الصّبرِ. حَسْرةٌ وعَويلُ
جفّ دمعُ البُكاْ وما جفّ حُزْني
واصطباري على الفراقِ قليلُ
يا أبا خالدٍ إذا الدارُ شطّتْ
وافْترقنا فحبْلُنا موصُولُ
كيف انساكَ والوفاءُ صبيُّ
لمْ يشبْ في دمي وشابَ الجفيلُ
كيف انساكَ والليالي ثكالى
دونَ رؤْ ياكَ ، والجراحُ مَهيلُ
كيف أنساكَ يانديمَ الليالي
والصفيّ الذي بهِ استطيلُ
كنتَ فينا للمكْرُ ماتِ سماءً
لا تُجارى وحيثُ مِلْتَ تَميلُ
ولمنْ رامَ للوفاءِ دليلاً
يتراءى فمنْ سِواكَ الدليلُ
كنت عَفّاً لا يُرْتجى منهُ ردْحٌ
غيرَ ورْدِ الكلامِ في ما يقولُ
كنتَ بحراً إذا جزرتَ كريماً
وإذا ما مددتَ أغْنى البخيلُ
يا أبا خالدٍ سَلامٌ. عليكَ
ما تَعالى التّكبيرُ والتّهليلُ
أنتَ في ذمّةِ الكريمِ وطوبى
للذي في حِمى الكريمِ نزيلُ

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى