الثقافيةمقالات

أعلام من بيش الشيخ ..حسين بحري يرحمه الله

الشيخ / حسين بن موسى بن حسين بحري يرحمه الله
ولد في قرية المطعن عام ١٣٥٩هـ ،ونشأ بقرية المطعن كذلك ، وأصبح شيخا لقرية المطعن وهو في سن صغير ، وبعدها أصبح شيخا للمطعن والحضن ، في أواخر حكم الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود يرحمه الله، وبداية حكم الملك سعود يرحمه الله أصبح شيخا بختم رسمي .
يعود له الفضل في دخول التعليم النظامي لقرية المطعن ، فقد بنى المباني المعدة كمدارس لتلقي التعليم على حسابه الخاص وعلى أراضي يمتلكها هو . وقبل التعليم النظامي أحضر معلمين على حسابه لتعليم أهل وأبناء المطعن في الكتاتيب .. وحث الأهالي وأبنائهم على طلب العلم ، وكذلك رعاة الغنم والبقر.
وقد منح وزارة المعارف سابقا التعليم حاليا ، الأراضي لإنشاء المدارس ، ومنها مدرسة سعد بن معاذ والمدرسة المتوسطة والمدرسة الثانوية . وكذلك مدارس البنات .. كما منح وزارة الصحة أرض فأقامت عليها المستوصف الحالي بقرية المطعن . كما اهتم بالرياضة لأبناء القرية فأهداهم أرضا عند مدخل القرية فأصبح الملعب الرئيسي التي تقام عليه المباريات والدوريات .
وله رحمه الله مواقف عظيمة مع كل أبناء قرية المطعن وقرية الحضن ، ولا يوجد بيت بتلك القريتين إلا وللشيخ حسين وقفة جميلة معه ، ودعم مادي أو معنوي . وكان يعطي عطاء بكرم وسخاء حتى أصبح كل أهالي القريتين يحبونه ويحترمونه ويقدرونه .
وكانت مهنته الأساسية الزراعة ومحل اهتمامه فأبدع وزرع معظم أنواع الخضروات بالإضافة للذرة الرفيعة المشهورة بمنطقة جازان ، وفتح مزارعه للفقراء والمساكين واليتامى والأرامل ، من سعوديين ويمنيين ، وكان أبا لهم جميعا ولا يرد أحدا ، وسار أبناؤه وأحفاده على نهجه بعد وفاته .
وكان مقربا عند أمير منطقة جازان آنذاك ، الأمير تركي السيديري يرحمه الله ، وكانت علاقته به قوية وتمت دعوة الأمير من قبله لزيارة المطعن والحضن ولبى دعوته عدة مرات ، وبعد وفاة الأمير تركي ، كانت العلاقة مع خلفه معالي الأستاذ الأمير محمد بن تركي السديري يرحمه الله قوية حتى وفاته .. كما كان وكيلا على الأراضي أملاك الدولة في الحضن وقرية بيش .. كما كان وكيلا على أراضي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية آنذاك ، والتي كانت مهداة له من الشيخ حسين يرحمه الله .
عاش في قرية الحضن وله أبناء بها وانتقل لبيش وعاش بها وله أبناء في بيش والحضن والمطعن ، توفي في مدينة الرياض عام ١٤١٣هـ . وتم نقل جثمانه إلى قرية الحضن ودفن بها حسب وصيته ، فقد كان يقول : ( أنا الحضن والحضن أنا ) من محبته لتلك الأرض الخضراء .. استمر شيخا ٦٦ سنة ، رحمه الله رحمة واسعة .
كتب الشيخ الأستاذ محمد بن يحيى مريع شيخ قبيلة الفقهاء في بيش : ” الشيخ حسين بن موسى بحري رحمه الله شيخ قبائل المطعن والحضن رجل هامة سامقة كبيرة رجل شجاع كريم خلوق . كان شيخا فاضلا يقضي حوائج الناس عند أكبر مسؤول لا يخرج إلا بطلبه .. تهابه الرجال لقوة شخصيته وجزالته ، داهية من دهاة العرب إذا وضع شيء في ذهنه أنجزه وحققه .
كان والدي الشيخ يحي بن حسن مريع رحمه صديقاً قريبا ، منه يقول الوالد رحمه الله إذا أتاك الشيخ حسين لاترد طلبه مهما كان الأمر لأنه إذا أتيته لايرد لك طلب البتة ، حتى لوكان لا يملك الشيء فهو لا يعتذر أبداً من تحقيق طلبك صفة نبيلة .
الشيخ حسين رحمه الله قمة الكرم والوفاء كان له علاقة كبير ة جداً بالأمير محمد بن تركي السديري ولذلك أكتسبت بيش في عهد المراتب الاؤلى فكل شئ يتحقق حسب إمكانيات ذلك الزمن . الشيخ حسين كان راعي الفقراء في الحضن ويهتم بهم إهتماماً كبيراً الكل يعمل عنده لا يرفض أحد كان للمطعن هزه كبيرة في عهد الشيخ حسين رحمه الله وبعد وفاته رحمه الله انطفأت شمعة المطعن وخفتت برحيل هذا الرجل العملاق . ولن يتكرر مثل هذا الرجل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى