الثقافيةمقالات

أعلام من بيش .. الأستاذ ربيع غبري

الأستاذ ربيع بن عبد الله غبري يرحمه الله
من أحب الناس إلى قلبي بعدما عرفته يرحمه .. سبب معرفتي به أن زميلي الأستاذ علي عقيلي وهو معلم بمكة أتصل بي وقال ممكن تكلم الأستاذ ربيع غبري يوصل رسالة مني لأهلي وكان ذلك في عام ١٤١٣هـ ، وكان حيئذ لا توجد جوالات وحتى أرضية لا توجد في الحقو ، وحارتنا كلها لا يوجد بها هاتف إلا عندي وموصله من مكان بعيد . قلت لزميلي : والله ما أعرفه ! قال : أنا أعطيك رقمه وأنت فقط أتصل وقل له بالرسالة ! قلت : طيب . وأتصلت على ربيع فأول مرة ردت الشغالة ، وقالت : بابا ربيع ما فيه ! قلت : متى يأتي ؟ قالت : بأد سلاة إشاء !! وأتصلت بعد صلاة العشاء ورد علي وكلمته بوصية الأستاذ علي وقال أبشر . وطلب رقمي وأعطيته . وصارت بيننا إتصالات ولقاءات .
في عام ١٤١٣هـ تم تكليفي ومشرف التربية الفنية ( أستاذ مصري ) بتقييم أنشطة بعض المدارس ومنها الجديين وهروب والفاروق بالدرب والحقو والجر الأعلى ، وهناك مشرفون آخرون لمدارس أخرى . مدرسة الفاروق بقائم الدرب ومدرسة هروب تم تأمين سيارة لنا وكان طريق هروب لم يسفلت بعد وأما بقية المدارس فذهبت أنا والمشرف المصري في سيارتي .
فكل المدارس وجدنا فيها أعمال ، ولكن مدرسة الحقو (م.ث ) كانت في غاية الروعة وبصراحة أعطيتها أنا وزميلي ١٠٠ درجة وصلينا المغرب بالمدرسة وأردنا العودة وحلف العشاء جاهز وكان عشاءً فاخرا .. هو رحمه الله كان كريما بشكل غير طبيعي حتى عينه فقدها بسبب كرمه رحمه الله .
يوم كانت لي زيارة لمدرسة طناطن والغاوية وأنا ما أعرف الطريق والإسفلت لم يصل للقرية بعد . دخلت عند الأستاذ ربيع ورحب بي قلت : مش زيارة لكم ولكن أريد مدرسة طناطن والغاوية وما أعرف الطريق ويكلف معلما كان ما عنده حصة يوصلني .
وفِي زيارة أخرى لي لمدرسة كروس العزيين وهذه تحتاج طائرة مش سيارة لتصل لها عام ١٤١٥هـ ، حتى المعلمين ساكنين في نفس المدرسة .
وصلت للأستاذ ربيع وأخبرته ويرسل معي معلم معه سيارة صالون ( لاند كروزر ) ويوصلني حتى المدرسة ويبقى معي حتى خلصت الزيارة وأرجعني .
مدرسة الحقو المتوسطة والثانوية في أيام إدارة الأستاذ ربيع غبري كانت مدرسة رائعة ولا يعلى عليها . وهي حتى الآن لا زالت متميزة ورائعة .
مرة كلمته في الليل أيام الاختبارات ، قال : يا أخي اليوم كنت بأنتحر !! قلت : ليه سلامات . قال : مشيت بسرعة ١٧٠/١٦٠ ما رفعت رجلي .. قلت : ليه ؟ .
قال : وصلت حتى الخبطة وأتذكر مفتاح الخزنة التي فيها ظروف الأسئلة في البيت ورجعت البيت في السلامة العليا ، ثم رجع الحقو وأيامها الخط موحد وليس كالآن مزدوج وأسرع حتى يصل قبل بداية فتح المظاريف . قلت له : تغامر بنفسك ؟ قال : أموت ولا أتأخر دقيقة .
بعد الحقو أنتقل إلى مدرسة السلامة السفلى وتعرض لجلطة في الدماغ وتعب نفسيا وجسديا وتقاعد وتوفي قبل عدة سنوات في بيش حيث قد أنتقل من السلامة لبيش بعدما أشترى عمارة في بيش .. رحمه الله رحمة واسعة . وكان رجل مواقف ورجل شجاع وكريم . رحمه الله رحمة واسعة وجعله من أهل الجنة .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى