كان يعرف في جدة وعند معظم الناس بحسين البيشي ، من حبه لبيش نسب نفسه إلى بيش ونسب بيش إلى نفسه وهو ابن مدينة الحسن والجمال .. أخي الأكبر يرحمه الله وله فضل عليّ كبير بعد الله ، ولا أنكر فضله ووقفاته معي ودعمه وتكريمه واستقباله لي كلما سافرت إلى جدة .
هو : حسين بن محمد بن حسين بن هادي بن محمد بن مهدي بن عقيل بن علي بن عبد الكريم بن حمد بن سلطان بن علي بن أحمد بن شعلان بن أحمد بن الحسن بن سالم بن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن صلاح بن شكر بن جعفر بن الحسين العابد الشبيه بن نعمة الصغرى بن علي بن فليتة بن الحسين بن يوسف بن نعمة الكبرى بن علي الأزرق بن داود المحمود بن سليمان بن عبدالله الرضا الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السّبط ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضى الله عنه.
ولد في مدينة بيّش عام ١٣٨٠هـ . تقريبا .. درس الابتدائية في مدرسة بيش الابتدائية ( مدرسة الجندلي ) ، ثم سافر إلى مكة المكرمة وعمره (١٣) سنة ، وعمل في الحرم المكي الشريف سنتان ، ثم عمل في البنك العربي المحدود بمكة المكرمة لمدة ثلاث سنوات ثم نزل لبيش وقص حفيظة نفوس وعاد لمكة المكرمة واستقال من البنك العربي المحدود .. أثناء تواجده بكة حصل على شهادة الكفاءة المتوسطة ودرس المرحلة الثانوية ولم يكمل ، ثم التحق بشرطة النجدة وترقى حتى وصل رتبة رقيب وتقاعد مبكرا بسب المرض الذي أصابه في عام ١٤٢٢هـ .
وانتقل إلى جوار ربه في عام ١٤٢٨هـ ، في بيته في حي السبيل بجدة . وبقي ميتا لا يدري عنه أحد في منزله شهر . ثم قرر الوالد رحمه الله تعالى السفر والبحث عنه ووجد ميتا في بيته وقد تم دفنه في مقبرة أمنا حواء بمحافظة جدة ..
كان عند أبنائه وبناته في مكة المكرمة وخرج من عندهم على أساس أن يعود لهم ولكن كتب الله عليه الموت . كان أخي أحمد في جدة وكل جيرانه يقولون أنهم شاهدوه وهو بخير وكنت أتصل على بعض الأصدقاء من بيش في جدة ويقسمون لي أنه بخير وأنهم ألتقوه وشربوا الشاي معه ، وهم للأسف لم يكونوا صادقين .
صلى عليه جمع غفير وكذلك حضر الدفن .
حسين كان مخلصا في عمله بشهادة رؤسائه ومن عمل معه ..
أخي ومهما قلت عنه لن أوفيه حقه وشهاداتي فيه مجروحة .. حصل على شهادات وجوائز وأوسمه من أمير حدة وأمير مكة ( الأمير ماجد ) ومن رؤسائه .
كان شجاعا وبطلا لا يخاف أي مخلوق مهما كان .. ويقدم حتى لو في الإقدام حتفه . ذكي وحر الفكر وله رأيه المستقل . ومن مواهبه كتابة الشعر فقد كان يقول الشعر إلا أن ما كتبه وقاله لم نحتفظ به :
زماني لمّا أسى بيّه
أهدى حياتي حزن وسجون
وخلى جميع العدا يشمتون فيّه
رغم أنهم بالقدر يدرون
ولا عاد من يهتم ليّه
غير أمي وقلبها المحزون
تأتي زيارة تطل عليّه
ووجهها بالحزن مشحون
يا رب يا خالق الظل والفيّة
تطمن قلبها المغبون
هذه الأبيات التي حفظتها من شعره .. قالها وهو في السجن بعدما تضارب هو وشخص عسكري آخر ، ولم يكن بيسجن ولكن ذلك صعد الأمر ووصلها للمحكمة والقاضي قسى عليه بكلام جارح فقام للقاضي وضربه ، فحكم عليه بالسجن سنة وثمانية أشهر .. كل شعره ضاع ولم نجده .
من مواهب حسين العزف على العود والغناء وقد سجل أشرطة بصوته .. ولم نعثر عليها بعد وفاته . ومن مواهبه رقص رقصة السيف والعزاوي بشكل ملفت ومذهل .
تزوج أربع زوجات ، الأولى من السادة الأشراف آل صوعان وذي كان والدها أخر جدتي وخال أمي . ثم تزوج بنت من جدة وهاتان لم يطول معهما . ثم تزوج عند السادة الأشراف القوارضة وأنجب منها نايف وفواز وفاطمة وشيخة .. وتزوج امرأة أثيوبية ولم يطول معها ..
اللهم اغفر له وأكرم نزله وعافه واعف عنه واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وتقبله بقبول حسن يا أرحم الراحمين واجعل الفردوس الأعلى من الجنة نزله ومأواه .
