الثقافيةمقالات

أعلام من بيش .. الأستاذ ماجد البراق

الأستاذ ماجد بن خالد بن ماجد البراق العتيبي ..
وينتمي إلى قبيلة عتيبة في نجد وقد قدم والده إلى منطقة جازان مع الأمير مساعد السديري عندما عين أميرا لها .
وفي عام ١٣٩٣هـ انتقلت أسرته إلى بيش وفي بيش درس المرحلة المتوسطة وأما المرحلة الثانوية فقد درسها في ثانوية صبيا .
وواصل دراسته الجامعية في كلية التربية بجامعة ( الرياض )الملك سعود حاليا في مدينة الرياض ، ثم حول دراسته لكلية التربية ، فرع جامعة الملك سعود في أبها .
تخرج في كلية التربية في أبها عام ١٤٠٤هـ . وقد صدر قرار تعيينه في نفس العام معلما بإدارة التعليم بمحافظة صبيا وعين معلما بمتوسطة بيش ، وفِي عام ١٤٠٦ هـ ، أنتقل إلى مدرسة بيش الثانويه ومعهد إعداد المعلمين أيضا ببيش وكان مع الثانوية في مبنى واحد .
في عام ١٤١٠هـ رشح ليكون موجها ( مشرفا) ولم يحضر المقابلة الشخصية بعد أن أشار عليه الشيخ محمد يحيى فَقِيه يرحمه الله مدير مدرسة بيش الثانوية ومعهد إعداد المعلمين ببيش بالبقاء عنده في نفس المدرسة .
في عام ١٤٢٠هـ ، نقل خدماته لإمارة منطقة جازان على المرتبة العاشرة بعد موافقة سعادة مدير التعليم بصبيا آنذاك الأستاذ كرامة بن علي الأحمر من التعليم وقال له حينئذ الله يحفظه : ” ما دام هذه رغبتك ما عندي مانع ” . ولسبب خاص وطارئ تخلى عن نقل خدماته للإمارة وبقي في التعليم في نفس مدرسته الثانوية في بيش إلى أن تقاعد في عام ١٤٣٨ هـ .
الأستاذ ماجد كساه الله المحاسن والجمال الإنساني من منبت شعر رأسه حتى أخمص قدميه خلقة وخلقا ، مؤدب ومتواضع وطلابه جميعهم كانوا يحبونه ويحترمونه لتعامله الرائع معهم ولدماثة أخلاقه .
لي معه ذكريات لن تمحيها الأيام وتعاقب الليل والنهار وخاصة عندما كنّا طلابا في كلية التربية في أبها .
كنت في معظم أيام العام الدراسي أطلع إلى أبها متأخرا ، بعد منتصف الليل وهناك زميلان مثلي وهما الأستاذ ماجد البراق والأستاذ حسن كميت ، فعندما ينوي أيا منهما الطلوع لأبها مرّ علي البيت ، خاصة أنه لا يوجد وقتها هواتف محمولة ، وأحيانا يتصلان بالهاتف الثابت ..
يأتي الواحد منهما وأيامها الدارة مفتوحة ولا جدار ولا باب فأرى نور السيارة وأنا على الشبري جالس فأعرف أنه ماجد وأنا مستعد وآخذ شنطتي وأقول للوالدة ساري مع السلامة أما أبوي وأخوتي فقد رقدوا ..
وإلا أسمع صوت الباترول حق الأستاذ حسن كنيت يحن ويون فأعرف أنه الكميت وأشل شنطتي وأستودع الوالدة وأخرج .
إن كنت ساري مع الأستاذ حسن قلت للوالدة إذا وصلت أتصلت بك ، وإن سريت مع الأستاذ ماجد قلت نامي ومش متصل إلا الصباح وأنا رايح للكلية . الأستاذ حسن يمشي على طول ما يتوقف فالساعة ٢ ونكون قد وصلنا ..
لكن الأستاذ ماجد يمشي تمام حتى نعدي الدرب وقرار ونصبح متجهين لأبها ثم بعد ذلك يقف بجنب طلعة أو جبل صغير ونزل ، وأقول مالك ؟ يقول : بأوزن النور مش عاجبني ونوزن وأحنا رايحين ثلاث مرات أو أربع ولهذا نصل وهو يؤذن لصلاة الفجر ، وكل الليلة تسري ضحك ووزن وأغنية محمد عبده أو طلال أو حيدر فكري وفيصل علوي . متعة السفر معه . وأحيانا نطلع عن طريق محايل عسير والطريق والمسافة تزيد . وتلك الأيام ما معي سيارة ولا أعرف حتى أسوق . ولما نكون في منتصف العقبة ( ضلع أو شعار ) تذكر أن السيارة ما فيها بنزين وَيَا الله يا الله توصلنا وأول محطة وقود يعبي بنزين .
ماجد متعة وأخلاق وشجاعة وكرم ما تمل من مرافقته . في أعوام ١٤٠٩ و١٤١٠ و١٤١١ و١٤١٢هـ زاملته في ثانوية بيش ، وكان من المعلمين المتعاونين جدا مع المرشد الطلابي وعضو رسمي في لجاني الإرشادية طيلة الأربع سنوات . بل إنه يقوم بحل كثير من مشكلات الطلاب ويخبرني بذلك ولَم يحدث أن أختلفت معه لا في الكلية عندما كنّا طلابا ولا في المدرسة عندما أصبحنا معلمين .. أمضى ٣٤ عاما من عمره الجميل معلما لأبناء وطنه وطلابه في كل المجالات وفِي كل القرى والمدن .
تمنياتي له بالصحة والعافية والعمر المديد المقرون بالعمل الصالح .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى