زوايا

يجب ان تتغير فكرة المجتمع عن الاشخاص المعاقين

 

الإعاقة شيء لا دخل للإنسان فيه، الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين وكل منا له عيوب ومميزات هناك أشخاص معاقين لكن الطيبة تسكنقلوبهم، يعتقد الكثير من الناس أنه في حالة ما كان هناك شخص يعاني من إعاقة، أن هذا يعني أن الشخص لا يمكن أن يربط نفسه بأيشيء له علاقة بالجمال. وحسب تصورهم  يعتقدون أن الإعاقة تساوي القبح وهذا شيء سخيف جدا.

من قال أن الإعاقة يمكن أن تحرم أي شخص من أن يكون جميلا وذو قلب طيب؟ سواء كانت الإعاقة مرئية أو غير مرئية، سأعطي لكم مثالعن موقف صغير.

كان هناك فتاة تعاني من الإعاقة وكانت تجلس على كرسي متحرك جاء أحد الأشخاص وقال لها بشكل غير مقصود أنتي جميله ولكنينقصك الوقوف والتحرك، قد يكون بالنسبة لهذا الشخص أنه بتلك الطريقة رفع من روح الشخص المعاق معنويا لكن حقيقة الأمر غير ذلك،كلمة أنتي جالسة على كرسي أو ينقصك الوقوف والتحرك تؤثر جدا في نفسية أي شخص لديه إعاقة لذلك كان من المفترض عدم ذكرالنصف الثاني من الجملة

إنه أمر مزعج عندما يتحدث الناس مع أشخاص ذوي إعاقة كما لو أنهم أطفال، هناك العديد من الأشخاص يعانون من ضعف السمع يجبأن نتعامل معهم بطريقة جيدة ولا نشعرهم بأن هناك شيء خاطئ.

ستسأل كيف يمكن القيام بذلك سأعطيك مثال، إذا كنت تتحدث إلى شخص ما ووجدت أن لديه صعوبة في السمع حاول رفع صوتك بشكلأكبر وأجعل طريقة كلامك واضحة وطبيعية حتى يستطيع سماعك، لا أن تتحدث إليه بصوت عالي وبكلمات متقطعة وبطيئة فأنت بذلك تتعاملمعه وكأنه شخص غبي لم يستطيع فهمك لكن هو فقط لم يستطيع سماعك. إذا كل ما هو مطلوب التحدث بالشكل الطبيعي مع رفع الصوتدون الحاجة إلى تغيير طريقة الكلام.

سبب كتابتي هذا المقال هو أنني آمل أن يتوقف الناس عن سؤال الأشخاص المعاقين عن سبب إعاقتهم أعتقد أنه سؤال ساذج وغيرضروري، أنت بحاجة لمعرفة ما هي متطلبات هذا الشخص وكيف تساعده لا أن تسأله كيف وصل لهذا الوضع الذي هو عليه

يعتقد البعض أن هذا العالم فقط موجود للأشخاص الطبيعيين والذين يتمتعون بصحة جيدة ويعيشون حياتهم دون أي إعاقة بدنية،الأشخاص ذوي الإعاقة ربما كانوا أشخاص طبيعيين في يوماً ما، قد تكون الإعاقة بسبب ضرراً لحق بهم نتيجة حادث أو شيء من هذاالقبيل والذي قد نكون نحن أيضاً معرضين له في أي وقت لذلك يجب أن نغير تفكيرنا عن هؤلاء الأشخاص هم بشر مثلنا لديهم أحاسيسومشاعر

في الوقت نفسه لا يزال هناك أشخاص من ذوي الإعاقة محبوسين في مؤسسات الرعاية ومنعزلين عن العالم الخارجي والبعض الأخرمختبئين عن الأنظار نتيجة تعرضهم للتنمر وللمضايقات الكثيرة التي  جعلتهم يفضلون الوحدة بعيدا عن التعامل مع أشخاص وتعريضأنفسهم لمواقف سيئة تؤثر على حالتهم النفسية بشكل كبير ألا يكفي ما هم فيه ؟ التمييز والعنصرية وصمة عار في المجتمعات التي منالمفترض أن تكون نامية

هناك فرصة أن تعرف شخصاً ما معاق بالتأكيد، لأنه وفقاً لدراسات عديدة فإن هناك ما يزيد عن مليار شخص يعانون من الإعاقة ما يعنيأن هناك فرد من كل سبعة أفراد وهي نسبة كبيرة جداً، فربما يكون منهم بعض الأصدقاء أو أفراد من العائلة وزملاء العمل، ولهم كل الحقفي أن يعاملوا مثل أي شخص طبيعي

يجب أن نضع في الاعتبار أن الإعاقة لا تميز بين شخص وآخر, أي شخص منا قد يصبح في يوم من الأيام ذو إعاقة في أي مرحلة منحياتنا، الأمر لا يتعلق بهم بل يتعلق بنا

عبدالرحمن العتيبي

كاتب ومحرر صحفي في صحيفة شفق الالكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى