مقالات

(كنا.. وكان) بقلم

تتداعى الأفكار في خاطري.. وما أكثر التداولات في مواقع التواصل الاجتماعي.. أهمها مايتداوله الأطباء.. ومنظمة الصحة العالمية محذرين من خطورة الكثير من الأغذية وتتأذى منها البشرية وهي تجهل محتواها وضررها.
وددت استطلاع معلومات من الأولين البعض منهم مازال في مساحة الوجود يهيم في ملكوت الله..
سألت إحدى المسنات المتواجدة في محيط العائلة عن سبب محافظتها على صحتها رغم تقدمها في العمر ماشاء الله.. قالت تعقيبََا على استفساري وماتداولته هيئة الصحة العالمية والأطباء وأخصائيوا الأغذية بحسب دراساتهم وبحوثاتهم عن خطورة الكثير من الأغذية كالمخبوزات
واللحوم.. والدواجن ومنتجات الألبان.. ومياه الشرب المعبأة في قناني بلاستيكية.. والعصائر المصنعة.. والسكر الأبيض.. وأنواع الزيوت المهدرجة التي يدعون أنها تعزز مناعة الإنسان كزيوت دوار الشمس
إعلانات كاذبة.. ومضللة لحياة البشر فقط من أجل الكسب الحرام إنسانيََا..
واسترسلت في قولها : في زمننا الجميل رغم بساطة الأحوال.. وشح المال كنا نتناول اللحوم الطازجة غير مفرزة.. يوميََا نذهب إلى القصاب لشراء. مقدار (أقة) وليس بالكيلو كما هو الحال الآن.. نطبخه حال شرائه.. وكذلك الدجاج البلدي من دون تبريد أوتفريز.. وكذلك الحال في الأسماك وغيرها.
فالحيوانات والدواجن منذ القدم تتناول الأعشاب النقية والأعلاف خالية من المواد الكيماوية.. ومبيدات الحشرات وغيرها.
كنا نطبخ الأطعمة بزيوت طبيعية كزيت السمسم وجوز الهند.. والسمن البقري.. ينتج لنا ألذ الأطعمة رغم بساطة الأحوال.
حاليََا يتم الطبخ بالزيوت المهدرجة حتى ان زيت القلي لايستخدم أكثر من يومين.
والمخبوزات بأنواعها كانت تخبز بدقيق القمح النقي.. ودقيق الذرة.. ودقيق الدخن.. كلها خالية من الكيماويات ومواد مصنعة وحافظة.
والبلدان المصدرة لأنواع الأرز غير مأمونة.. لايخلو من الكيماويات.
أما السكر الأبيض فقد حذرمنه الأطباء كثيرََا لسلامة الإنسان.. واستخراجه بطريقة غير مأمونة ومصنعََا بإضافات ضارة جدََا بصحة الإنسان.
في زماننا كنا نشرب مياهََا نقية تتم تعبئتها في أواني فخارية تسمى (شربة) بفتح الشين.. عذبة ومبردة بهواء رباني نقي.
أمور كثيرة ولاتحصى تطورت وتبدلت الأحوال الصحية.. ولكن ضريبة هذا التطور يدفعها البشر من صحته.. ونتيجة هذا التطور يدفع قيمته الإنسان مغلوبََا على أمره.. مرغمََا.. فكثرت الأمراض الخطيرة / كالفشل الكلوي.. وأمراض القلب.. الجلطات المتنوعه.. وداء السكري.. وارتفاع الضغط.. وهشاشة العظام.. كل ماذكر آنفََا سببه سوء الأغذية المصنعة المصدرة إلينا ونحن غافلون.. خاضعون.
وعلى كثرة الأمراض.. كثرت المستشفيات والأطباء.. وكثرت ميتات الفجأة.. والسكتات الدماغية ولاتنسوا أجهزة التواصل.. والإلكترونيات سببََا في نشوء أمراض دماغية..
قالت : ورغم شيخوختي مازلت أتذكر زمننا الجميل حيث كان نقيََا كنقاء القلوب.. تغيرت ملامح الزمن الجميل بتغير النفوس..أصبحت حالات هذا الزمن تكثر فيها الأشباح المأساوية.. رحل الكثير من جيلي.. وبقي البعض منهم يهيم بين ماض تولى.. وحاضر يزخر بأشباح القلق والخوف ينتظر سقوط ورقته وموعد الرحيل.
نسأل الله السلامة.. ويحفظ الله وطننا من كل شر وبلية.

 

مرشده فلمبان
عضو هيئة الصحفيين السعوديين
بمكة المكرمة

مُرشده فلميان

كاتبة مقالات وقصص قصيرة وخواطر معلمة وعضوة عاملة في جمعية متقاعدي مكة المكرمة وعضو مشارك بصحيفة شفق الالكترونية.
المدينة : مكة المكرمة
الايميل : [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى