الثقافيةمقالات

تأثير الأسماء على الأبناء .. د . ضيف الله مهدي

تأثير الأسماء على الأبناء

يظل الشاب يحلم بليلة العمر ، ويتخيل فتاة أحلامه التي سترافق دربه في حياته ولما يتسنى له ذلك ويتم القران واقامة الأفراح والدخول في عش الزوجية أو القفص الذهبي ، ويأخذ أنفاسه بعد رحلة العناء الطويلة مع العزوبية ، يبدأ يفكر في الانجاب حيث أن ثمرة الزواج الانجاب وحتى لو فكر هو في تأخير ذلك كيما تعود أحواله المادية الى وضعها ،لن يتركه الناس وستبدأ التساؤلات تطرح .. لماذا لم ينجب حتى الآن ؟ هل ذهب الى طبيب أم لا ؟ وهل العيب فيه أم في المرأة ؟ وعدة أسئلة أخرى والأبناء زينة الحياة الدنيا ، ويضحكونك وأنت غضبان ، ويفرحونك وأنت حزين ، ويشعرونك بوجودك . وعندما تحمل الزوجة بمولودها الأول تفرح كثيرا ويفرح الزوج ،ويبدأ الاثنان يفكران في الضيف القادم .. وكل واحد يختار له اسما معينا فالأب يريد تسميته على اسم يروق له اذا كان ذكرا أو أنثى وكذلك الأم تريد تسمية المولود على اسم ترغبه ذكرا أو أنثى . وغالبا ما يتفق الأبوان على اسم معين للمولود وقلة يقع بينهما خلاف على الاسم وعند البعض يتدخل الأهل في اختيار الاسم والبعض الآخر يترك الاسم لحين الولادة . وقد يكون الأبوان اختارا اسما معينا ولكن لظروف ما يتم اختيار اسم جديد لم يكن من قبل قد وقع الاختيار عليه وهكذا .. وقد عايشت خلافات وقعت بين أسر بسبب الاسم ،تفاقمت المشاكل حتى وصل الأمر الى الطلاق . ومن حقوق الأبناء على الآباء ،اختيار الأم الصالحة لهم واختيار الاسم الجيد والمناسب لهم وحقوق أخرى . وقد جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشتكي أن ابنه عاق له ، فقال عمر للابن لماذا تعق أباك ؟ فقال الابن : إن أبي لم يعطنِ حقوقي . فقال عمر : وما حقوقك التي لم يعطك والدك ؟ فقال الابن : لم يختر أمي ولم يختر لي اسما ، فأمي زنجية كانت تحت مجوسي وأسماني جعلا .. فحكم عمر رضي الله عنه للابن .
وللأسماء تأثير على أصحابها وتلعب الأسماء دورا هاما في بناء شخصية الفرد، وقد تتسبب بعض الأسماء في احداث احباط في نفسية صاحبه والاسم يلتصق بالشخص ،وحينما يذكر الاسم فانه يتبادر الى السامع تصور عن صاحبه وبعض الأسماء تسير مع أصحابها في جميع المراحل العمرية ، ويؤكد علماء النفس على أن الاسم الجيد والمناسب يزرع الثقة في صاحبه وله دورفي اظهار شخصية الشخص بظهور مميز . ولقد فطن العرب الى أهمية الاسم للشخص ودوره في حياته قبل علماء النفس ويتناسب مع البيئة التي يعيشون فيها حيث الحروب والغزو والمبارزة والفروسية والنجدة ،فأسمو أبنائهم أسماء تتوافق مع تلك الحياة وتلك البيئة مثل : رعد ،وصخر ، ومهلهل ،وأسد ، وغيرها من الأسماء . وقد حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على التسمي بالأسماء المناسبة فهي التي سوف ننادى بها يوم القيامة . والأسماء بعضها يكبر ويمر ويصلح لجميع المراحل العمرية وبعضها لايسير ولا يصلح لجميع المراحل العمرية
بمعنى أن بعض الأسماء عندما يكون الرجل أو المرأة في سن متقدمة لايصلح له –وبالمناسبة لم أذكر أن بعض أسماء النساء كانت سببا في عزوف الرجال عنهن ولم يتزوجن بسبب أسمائهن – فنجد بعض الأسماء لا تصاحب جميع المراحل وسأضرب أمثلة بأسماء تكبر وأخرى لا تكبر وأسماء كانت وبالا على أصحابها .. محمد ، وراني ، وشادي وإبراهيم ، ونخيفة وتالا وتولا وجعر وجعري .. محمد وهو طفل ينطبق عليه وهوبالغ ومراهق ينطبق عليه وهو كبير ينطبق عليه فنقول : الطفل محمد ، والشاب محمد ،وبابا محمد ،وجد محمد .. وراني وشادي وهو طفل ينطبق عليه وهو مراهق ينطبق عليه .. لكن هل لما نقول بابا راني وجد راني وشادي يكون مطابقا عليه تماما مثل محمد وغير ذلك من الأسماء الدارجة . وهل نستطيع نقول الشيخ جعري أو الدكتور جعر والدكتورة نخيفة ؟! فعلى الآباء والأمهات مراعاة ذلك واختيار الأسماء المناسبة لأبنائهم وبناتهم والتي سوف تعطي صورة مناسبة لهم طيلة مراحل حياتهم .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى