أنا في الحب طفل
كلما أقصتني عنه حبيبتي
أتكئ مجدداّ على الآلام
وأركض نحوها
كأنها أمي
عبثا أصارع للبقاء بقربها
فيذكِّرُها الحنين بطفلها
فتجدبني إليها
بين ذراعيها
متلثماِّ
نهد الغذاء العاطفي
متلحفاِّ نظراتها
أغفُو على نبض الحنين
مستنشقاً نسماتها
أنا في الحب طفلُ
أسقطت منه
أيَّ معنىِّ للكرامة
لأدافع عنها
كلما حُذرت منها!
كنت هكذا
حتى كبُرْت
فلم أعد أشعر
بانتمائي لها
ولم أحن
إلى اللقاء بها
بعد الغياب
ولم ألمس بوجداني
لها إلا جراحاً
دائماً تحيا
بذكرها
أنا في الحب طفلُ
تساءلت
هل هذا معناه العقوق ؟
أم أنه فقد اهتمام ؟
كم مرة
سامرت أحزاني وحيداً ؟
كم مرة صارحتها
أني أخاف من السقوط ؟
فسقطت
أكثر من شهيقي والزفير!!
كم مرة
وجدت في التيه عنواني ؟
ومشيت ألهث
في الصحاري والهضاب
متلمساً بعد السنين
أي معنى للحياة ؟
أنا في الحب طفلُ
ماكنت أفهم أنه
قد يأتي يومُ
فيه سأكون الضحية
ماكنت أعلم أنها
مثل الوميض
لحضةُ خاطفةُ
ومن ثم تغيب
كنت أجهل
لعبة التوديع
في بدء اللقاء
كنت أجهل
كيف أحمي نفسي
من لدغاتها !
كيف أنفث في الصباح
سمومها
ولم يبقَ منها شيءُ
يذكرني بها
لقد كنت وما زلت
في الحب طفلاً