مقالات

” راح أخرج”!!

بقلم: عيسى المزمومي

 

الدنيا مواقف؛ وقصص؛ وحكايات …لا تنتهي؛ومن أجمل القصص التي أضحكتني ؛ و يرويها لي أحد الأصدقاء ؛ مع أنه ” موسوس” ومفوت .أن أمه_ حفظها الله_ تظن أن إبنها مسحور ؛ أو به مس من جان؛ بسبب أنه يكره العمل!!
مع العلم أنه في واد والجمال و الوسامة في واد آخر؛ ومن الغرائب أن يكون مسحوراً _ يا حسرة!!
هذا الشعور الذي يراود الأم المكلومة ؛ بأن ولدها ” ملبوس”؛
جعلها تزنُّ في كل يوم على هذا الإبن ” المؤمن بربه” الذي لا يهمل كل شيء؛ ويكره الإجتماع مع من حوله ؛ ولا يطيق أحد ؛ بل إنه حسب ما قال لي أنه ” يجلس وحيداً” أغلب وقته ليتسلى بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي؛ و مشاهدة مايستهويه من برامجها المتنوعة!!
المهم أصرّت الأم على الإبن بأن يذهب مع والده إلى شيخ لكي يخرج من جسده الجنِّي الذي تضن المسكينة أنه يلعب ببنات أفكاره ويجعله وحيداً ؛ مهموماً بعيد عن أقرب الناس له!!
بعد عدة أيام في المساء ” حسب كلامه” ذهب مع والده إلى الشيخ في مكان ما وبعد أن بدأ الشيخ في قراءة القرآن الكريم على هذا الشاب ” الصائع” حدث له اختناق بسبب كثرة شربه للدخان _ على حد قوله _ هنا تدخل الشيخ وقام بخنق الشاب ؛ وضربه بكرباج غليظ على مناطق مختلفة من جسده؛ ومع قوة الخنق والضرب وارتفاع صوت الآيات القرآنية من الشيخ المعالج ردد الشيخ على الشاب ” ما اسمك” ظنا منه بأن يتكلم على لسانه الجني. ولكن نسى الشاب المخنوق اسمه ومع كثرة المطالبات من ” الشيخ” أخرج يا ملعون ؛ أنت مسلم ولا كافر ؛ ماكان من الشاب إلا أن تجاوب مع الشيخ لكي يوقف مابات لجسمه من ضرب وقال ” ورب العرش العظيم راح أخرج” وانتفض مذعوراً من شدة الضرب وارتعد وقد بلغت الروح الحلقوم وظن الشيخ أن الجني خرج ؛ وهو لا يعلم أن هذا الشاب المغلوب على أمره؛ يعاني من حاله نفسيه وليس به مسٍّ أو سحر !!
تلك المواقف الكوميدية التي قد تحصل من بعض أولئك الذين يعتقدون أنه ليس هناك شيء اسمه ” مرض نفسي” تثبت أن البعض _ هداهم الله_ لديهم جهل مركب!!
هناك الكثير من الأمراض النفسية ليس للمس أو الحسد أو العين له بها صلة لا من قريب أو من بعيد.و أعتقد أن مراجعة عيادة نفسية أو اختصاصي في العلاج النفسي سوف يضع النقاط على الحروف. ويعالج المشكلة لكل من يضن أنه مسحور أو به مس مع حقيقة وجود تلك الأشياء ولكن من يواضب على صلاته وأذكار الصباح والمساء ؛ ويلجأ إلى الله عز وجل .لن يخيفه أي سحر أو شعوذة أو عين… والحافظ الله!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى