مقالات

الشيخ الراحل العجو الرجل الذي تحقق حلمه بعد موته!!

بقلم: أحمد الناصر

 

 

” تحقق حلم الشيخ العجو بعد رحيله ” بتلك الكلمات ابّن ، والدي_ حفظه الله _ الفقيد الراحل الشيخ عبدالغني العجو في المقبرة أثناء دفنه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته؛قائلاً “الناس شهود الله في أرضه” فكل تلك الحشود التي حضرت مراسم الدفن و التشييع تؤكد محبة الناس له حتى بعد رحيله عن الحياة!!
وبالرغم من أن الشيخ العجو عاش وترعرع في منزل بسيط آنذاك بسبب شظف العيش إلا أن والداه زرعا في روحه قيم الأصالة؛ والإنسانية؛ وحب العمل؛ والإخلاص ؛ والعطاء؛ و التواضع ؛ ومكارم الأخلاق؛ والصبر؛ و الكفاح!!
بدأ الشيخ الراحل حياته العملية من الصفر من خلال مهن بسيطة تعينه على قضاء حوائج أسرته؛ حيث كانت بداياته في مجال الزجاج الخاص بالمنازل والمكاتب
ولكن لأنه صاحب فكر تجاري نيّر أسس بعد مجهود شاق وعصامية في العام ١٩٥٨ م . مجموعة العجو القابضة حيث بدأت المجموعة نشاطها التجاري في بيع الزجاج ثم توسع في المجال التجاري بسبب حبه لعمله و تفانيه من خلال ممارسه التجارة في التجهيزات المكتبية واستيراد الأجهزة الطبية؛ و حلول التقنية مما يؤكد جراءته في خوض تجارب كتب لها النجاح بعد توفيق الله.
لقد ساهم الراحل رحمه الله مؤسس شركة العجو للتجارة في أن تكون شركته شريكاً في نمو المملكة وازدهارها و تطورها
منذ أكثر من ستة عقود؛ حيث أصبح وكيلاً لبعض الشركات العالمية المتخصصة مثل ” كانون؛ و أوين دكست ؛ وسام جود” والعديد من العلامات التجارية المتميزة. مما أفضى إلى دعم الاقتصاد عبر تمكين جميع الجهات والشركات القيادية والرائدة في المملكة من الحصول على أماكن عمل تحفز لموظفيها، من خلال توفير المعدات المكتبيه وتركيبها وصيانتها؛ وتجهيز المرافق التعليمية العالمية وبجودة عالية المستوى لنشر المعرفة وبناء وطن متطور؛ يتناغم مع ضمان الاستمرارية و التطور التقني.حيث جهزت مجموعته خلال مسيرتها أكثر من أربعين مستشفى حكومي تابعة لوزارة الصحة و القطاع العسكري ومستشفى الملك فيصل التخصصي وشركة أرامكو السعودية وإمداد العديد من القطاعات الخدمية بالكوادر الطبية و المهندسين والمدربين العالميين.
رحم الله الشخصية الفذّة الشيخ الراحل #عبدالغني_العجو ، المعروف بـ “أبو مروان”، الذي غادرنا الدنيا بطريقة تليق بعظمته كما تمنها ؛ خلال أستضافته في برنامج #من_الصفر مع المبدع، #مفيد_النويصر أبو مروان، هذا الإنسان العظيم الكريم الذي أسر قلوب الجميع بسخاءه وعطفه على أبنائه وبناته وأحفاده وعلى قضاء حوائج الفقراء والمحتاجين وعلى جميع من يقترب من شخصه النبيل.كان الراحل دائم الإبتسامة واللطف، ويتعامل مع الجميع بكل أريحية وحب و تواضع. حينما تصل عتبة منزله، ينتابك شعور بالإمتنان والإنتماء كما لو كنت جزءًا من أسرته، أو أحد أفرادها . حتى في أصعب الأوقات وعند اقترابه من الرحيل، كان يضحك ويمازح أبناءه وأحفاده ليرفع عنهم حمل انه يتألم حتى لا يحملون العبء؛ و هكذا هم العظماء!!
ولأنه نجم… كان _ رحمه الله _ عندما يرتدي الزي التقليدي “البشت والثوب”، تبرز الأناقة العربية الأصيلة، وعند ارتدائه للبدلة الرسمية أو بدل “التوكسيدو” ، يبدو من أشهر رجال الأعمال الأوروبيين المرموقين. يصعب التعبير عن فخامته وتميزه، إذ نلتزم بعدم التبجيل والإعجاب أو تكريم الشخص إلا بعد فقده، معتمدين على المثل الشعبي القائل “الله لا يبين غلاك” حرفياً في التعبير عن محبة من حولنا إلا بعد الوداع “خلل اجتماعي”
الآن بعد الرحيل يرقد تحت التراب، ولكن إرثه العظيم ما زال حيًا ليشهد على تفانيه وإخلاصه لوطنه ومجتمعه. كان ركيزة أساسية لمنزله “حجر زاوية” الذي بناه بعناية، وسيظل يعيش في أفعاله وإنجازاته بعد رحيله. “من خلف ما مات”.رحم الله أبا مروان و اسكنه الفردوس الأعلى، وجعله دائم الابتسامة والسرور كما كان في حياته الدنيا؛ وأنا لله وانا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى