الثقافيةمقالات

علم أسباب المرض الحلقة (٣) .. د . ضيف الله مهدي

الخلل الوراثي وأسبابه :
يحدث الخلل الوراثي بسبب الخلل الجيني الوظيفي ، والتشوه في تركيب الكروموسومات الجسمية ، والتغير في عدد الكروموسومات الجنسية ، ومن أهم الأمراض العقلية والعصبية الناتجة عن هذا الخلل الوراثي ما يلي :
1ـ متلازمة داون Down,s Syndrom : أو المنغولية ، وهي أحد أشكال التخلف العقلي الذي ينتج بسبب زيادة في الكروموزوم الجسمي رقم ( 21 ) فيحدث زيادة في عدد الكروموسومات عموما ، ويصيب الجنين الذكر أو الأنثى ، ويصبح عدد الكروموسومات ( 47 ) بدلا من العدد الطبيعي ( 46 ) .
2ـ متلازمة كلينفيلتر Klinefelter,s Syndrom : الذي يصيب الذكور ويحدث بسبب زيادة الكروموسوم الأنثوي ( × ) مما يحدث عند الذكر المريض مجموعة الأعراض التالية :
أ ـ ضمور الأعضاء التناسلية ، وعدم تكوين الحيوانات المنوية .
ب ـ نقص الطاقة والرغبة الجنسية .
ج ـ زيادة الهرمونات الجنسية الأنثوية ، يُحدث بروز في الثديين واستدارة الجسم بمايشبه الأنثى .
د ـ الإصابة بالتخلف العقلي ، وظهور أشكال من السلوك الفصامي .
ويذكر الدكتور ( عبد الله ، 2001 ) أن هذه الحالة تعالج عن طريق حقن المريض بهرمونات الذكورة مدى الحياة للتخلص من الأعراض السابقة وإرجاعها إلى وضعها الطبيعي ، وإن كان ذلك لا يقوي القدرة الجنسية وتكوين الحيوانات المنوية ، ويبقى عقيما رغم تحسنه .
3ـ السلوك الإجرامي : ويظهر ذلك عند الكثير من المتواجدين في المراكز الجنائية والمصحات العقلية ، وقد تبين أن نسبة عالية منهم يحملون كروموسوما ذكريا زائدا ( y ) وأستدل على أن وجود هذا الكروموسوم الزائد يعد علامة على زيادة السلوك الإجرامي لدى الأفراد ، وأن النسبة التي تبلغها هذه الحالة هي 1/1000 من مجموع السكان ، بينما تصل في المصحات الجنائية إلى 2% .
وقد ثار جدل كبير حول علاقة الكروموسوم ( y ) الزائد بالسلوك الإجرامي . وقد أرجعه البعض إلى تنشئة الفرد وبيئته الاجتماعية أكثر من كونه نتيجة شذوذ في الوراثة . ومنذ عام 1976 أجريت في الدانمارك دراسات متنوعة حول هذا الموضوع حين تم فحص الآلاف من الدانماركيين الذين يتسمون بطول القامة ( وهي علامة على وجود التركيب الوراثي ( xyy ) أي الكروموسوم الزائد ) ، وقد تبين أن 42% من أفراد العينة الذين يحملون هذا الكروموسوم الزائد كان لهم سجل إجرامي بالمقارنة بنسبة 9% من أفراد المجموعة الضابطة مما أيد القول بأن الكروموسوم الزائد يعطي احتمالية أكبر لحدوث الإجرام والسلوك المضاد للمجتمع .
وعلى الرغم من هذه النتيجة إلا أن بعض العلماء يشير إلى أنه لا يوجد برهان على ارتباط هذا الكروموسوم الزائد بالسلوك الإجرامي ، وأن الأفراد الذين يحملون هذا التركيب الوراثي ( xyy) الموجودين في السجون أقل خطرا من نظرائهم الذين يحملون التركيب الوراثي الطبيعي( xy ) وعلى الرغم من وجود الأدلة العلمية العديدة على دور الوراثة في نشوء الأمراض العقلية ( الذهانية ) إلا أن هذه العوامل غير كافية حتى ولو كان الفرد يحمل استعدادا وراثيا للإصابة بأي اضطراب ، فهذا الاضطراب لا يظهر إلا إذا توفرت له ظروف بيئية تساعده في الظهور والنمو بشكل فعلي 0 فالإنسان حصيلة تفاعل عدة عوامل ( وراثية وبيئية ) ، وهذا التفاعل لا بد أن يحدث عبر فترة طويلة لأن المؤثرات العارضة تزول بزوالها ، وأمّا استمرار الضغوط لفترة طويلة فإنه يسبب الانهيار والاضطراب .
ثانيا ـ العوامل ذات المنشأ الكيماوي Chemogenic :
في جسم الإنسان هناك نوع من التوازن الكيماوي ، وهذا التوازن هو الذي يتحكم في النمو والتكاثر ، وعمليتي البناء والهدم Metabotism ، هي التي تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات الحيوية والتي تعوض عن المواد المندثرة بمواد جديدة ، وتتحكم في عملية التمثيل الغذائي هذه الأنزيمات Enzymes ، كالعصارة الهضمية Digestive والفيتامينات Vitamins ، والهرمونات Hormones التي تفرزه الغدد الصماء . إن هذه العوامل قد تؤدي إلى اضطراب في الشخصية والسلوك ، وخاصة نقص الأنزيمات والفيتامينات وخلل الهرمونات .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى