الثقافيةمقالات

فرط النشاط وتشتت الانتباه الحلقة ..(١٦) د . ضيف الله مهدي

المنهاج وطريقة التدريس :
فما يدرّس وكيف يدرّس لهما تأثير كبير على سلوكيات الطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة . فالطلبة عادة يبدءون نشاطهم وحبهم للتعلم عندما نعلمهم أشياء قيمة في نظرهم ومرتبطة بما يهمهم (جلاسر 1992) . وفي حالة الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والذين يحتاجون إلى الكثير من التجهيز فإن هذا الأمر بالنسبة لهم غاية في الأهمية . ولكن المدرسين لا يملكون سلطة في تغيير المنهاج والتطوير على بعض مجالاته فالرياضيات والقراءة منهاجان ضروريان ولكن بإمكانهم أن يضيفوا أمور مشجعة للطلاب في منهاجهم الخاص . فبإمكان المدرس أن يقسم المنهاج إلى تقسيمات أسهل كما يمكن تقسيم المهمات إلى مهمات صغيرة نسبياً وتنظيمها جيـداً (هامل وآخرون 1993) .
التحفـيز :
إن أداء وانتباه الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يكون أكثر عندما يؤدون نشاطات ذات معنى بالنسبة لهم (مثال : دنلاب ، كيرن – دنلاب ، كلارك وروينز 1991، دنلاب ، وايت فيرا ، ويلسون وباناك 1996) . ولذلك لا بد للمنهاج أن يحتوي على أمور تهم الطلبة وتفيدهم في حياتهم اليومية . ويقترح الباحث زنتال عام 1993 أن بإمكان المهمات والواجبات المدرسية أن تكون أكثر تحفيزاً من خلال :
1ـ إضافـة التغييرات اللونية والشكليـة .
2ـ المراوحة والتغيير في شكل تقديم الواجبات والمهمـات .
3ـ تقديم المهمات بشكل يراوح بين ما يهم الطلبة بشكل كبير وما تتدنى أهميته بالنسبة للطلبـة .
4ـ استخدام المهمات التي تتطلب استجابة حركية عكس تلك التي تتطلب
استجابات أكثر سلبيـة.
الانخــراط :
يعاني الطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة من مشكلة أو صعوبة الإبقاء على الانخراط المعرفي خلال عملية التعليم التي تشمل مجموعة كبيرة من الطلاب ، فقد يفقدون انتباههم خلال الحصة ، وبالتالي يلتفتون إلى القيام بالتصرف بسلوكيات فوضوية ومما يزيد المشكلة تعقيداً أن هناك مجموعة كبيرة من الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة أيضاً يعانون من صعوبات التعلم (دوبول وستونر 1994) . وحتى نزيد من انخراط الطلبة ، على المدرس أن يتأكد من أن الطلبة يستطيعون متابعة محتوى الدرس . ولتحقيق ذلك ، على المدرسين أن يقدموا المادة بمستوى مناسب من الصعوبة ، وأن يوضحوا الأهداف والنقاط الرئيسية التي يودون تغطيتها وذلك بتقديم المادة الجديدة بشكل تدريجي خطوة بخطوة ، وأن يوفرون النموذج الصحيح للأداء والإجراءات الجديدة ، وأن يراقبوا فهم الطلبة ، ويعدلوا في التعليمات وطريقة التدريس كلما تطلب الأمر ذلك ، وأن يقوموا بتوفير تغذية راجعة صحيحة .(ماستروبيري وسكرجز 1994) .
وعلى المدرسين أيضاً أن يأخذوا بعين الاعتبار الصعوبات التي قد يواجهها بعض الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة في القدرة على الانتباه لأكثر من مهمة في آن واحد إن الاستماع للمدرس والقيام بأخذ الملاحظات قد يسبب مشكلة للطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة .
وفي هذه الحالة على المدرس أن يراعي تزويد هؤلاء الطلبة بنسخة من المحاضرة وأن يستخدم المخططات التي تساعد الطالب على تنظيم ملاحظاته (لازاروس ، 1996) أو أن يقوم بتسجيل المحاضرات والحصص للطالب على شريط كاسيت أو أن يقوم أحد الأقران بأخذ الملاحظات ومن ثم تصويرها للطالب المصاب بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة . إن الطريقة التي يسلكها المدرس في التدريس قد تساعد على إيقاف الطالب المصاب بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة . فالإرشادات العامة تتضمن تقديم الدروس بطريقة وأسلوب تركيزي وحماسي ، وأن يتجنب المدرس المحاضرات الطويلة وأن يسمح للاستجابات الفعّالة النشطة من قبل الطلبة بشكل متكرر ودائم (بيفيز وباركلي 1998) . إن تزويد الطلبة بالفرص المتكررة لأن يجيبوا بدلاً من جلوسهم السلبي بينما هم ينتظرون فرصة لكي يجاوبوا يعتبر أمر حاسم لإبقاء الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة منهمكين في الـدرس . إن واحد من الأساليب الفعالة يتضمن استخدام بطاقات إجابة (هاوارد وآخرون 1996) . فقد تكون بطاقات الإجابة تتضمن نعم أو لا ، أو أ ب جـ للأسئلة ذات الاختيار المتعدد ، أو أنها ترتبط بمحتوى معين (مثال : أن تحمل كل بطاقة إسم معركة مشهورة) . وهذا من شأنه أن يمنح الفرصة لجميع الطلبة بأن يشاركوا بفعاليـة . ومن الأساليب البسيطة أيضاً والفعالة هو أن يسمح للطالب باختيار نوع النشاط الذي يريد. وقد دلت الكثير من الدراسات على فعالية هذا الأسلوب في تقليل السلوكيات الفوضوية وتحسين أداء الطلبة للواجبات وإنهائها داخل الحجرة الصفية (دنلاب ، كيرن – دنلاب وآخرون 1991، دنلاب ، ديرزل وآخرون 1994 ، دنلاب ، وايت وآخرون 1996، باول ويلسون 1997) . فيتم إعطاء الطلبة قائمة تحتوي على مهمات مختلفة ويسمح لهم بأن يختاروا واحدة يرغبون بأدائها . ويتم استقاء جميع المهمات من المنهاج المدرسي العام وأن تكون على مستوى مناسب من الصعوبة إن أداء الاختبارات يسمح للمدرس بأن يستخدم المنهاج الموجود دون أن يضطر لإجراء تعديلات . وقد يمكن ربط هذه المهمات بأساليب التدخل المعتمدة على الاقتصاد الرمـزي .

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى