الثقافيةمقالات

مؤذن من بيش .. د . ضيف الله مهدي

الشيخ الحسين قارضة

الشيخ الحسين بن علي قارضة ، ما وعيت ومشيت إلا ومسجده مبني من القش والجريد في جنوب شرق دارته .. كما كانت بالقرب منه في الحديقة عند مغسلة الأموات بئر تعرف بالبئر القارضية مياهها أحلى من العسل ولون الكحل ، بقيت تفيض بمائها سنوات وسنوات حتى ارتوى الناس ومواشيهم ونباتاتهم.
رأيت المسجد مبني بالجريد والمظ ومغشي بالثمام ( الحشيش ) المعروف عندنا .. وأرضيته تراب وسجاداته المصال جمع ( مصلة ) وسامر فوق المصلة. والفرشات المعمولة من الطفي العادي والطقس الخمري . صليت فيه وأنا في الابتدائية المؤذن هو نفسه الشيخ الحسين والإمام هو نفسه الحسين بن علي قارضة . كنت أذهب عند عمتي آمنة بنت حسين مهدي وأذاكر عند ولدها المقدم محمد أبو هادي رحمهما الله ويأتي الفرض فنذهب نصلي فيه وكان مثل مسجدنا ( مسجد العبادي ) تماما .
ثم مع بداية الطفرة في عام ١٣٩٧هـ بني المسجد بالبلك وسقف بخشب الجاوي في عام ١٣٩٨هـ تقريبا ..
الشيخ الحسين بن علي قارضة كان عذب الصوت ، وصوته مميز وعلى الوقت رغم عدم وجود ساعة توقيت بيده .. وصوته عذب في القراءة وبقي أكثر من خمسين سنة مؤذنا وإماما محتسبا ذلك لله وما عند الله ، ومن عند الله باق وما عند الناس ينفد ..
ياله من شيخ جليل أنيس مبتسم دائما ، ورب البيت في حياته ما طبيت أقبل رأسه إلا كانت التراحيب والابتسامات تسبق قبلتي .. ويسأل عن جدتي وأمي ويرسل السلام لهما ولأبي .
رحم الله السيد الشريف الشيخ الحسين بن علي قارضة وأسكنه الجنة ورضي عنه وأرضاه بعدد ما ردد في الإصباح والظهيرة والأصايل والغروب والعتمة ( الله أكبر حي على الصلاة حي على الفلاح ).

د. ضيف الله مهدي

مستشار تربوي ونفسي وأسري واجتماعي - عضـو مشارك بـ صحيفة شفق الالكترونية
المدينة : جدة
الايميل : [email protected]
الجوال : 0501963560

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى