شعر وخواطر

حمود القاسمي يهدي قصيدة شعرية إلى الأستاذ عيسى زحيفي بمناسبة تقاعده.

بقلم ـ حمود القاسمي

 

ماذا عن الأستاذِ عيسى قد أقولْ
والشرحُ عن هذا الزِّحيفِيْ كم يطولْ

رجُلٌ قَضَى أحلى السنينِ مُعَلِّمَاً
وأذابَ زهْرَ شبابهِ بين الفصولْ

يسقِي نفوسَ النشءِ علماً نافعاً
ولكم أضاءت من نصائحِهِ العُقُولْ

فأراهُ للطلابِ شمسَ ثقافةٍ
أبدا وبدراً ما لِطلعَتِهِ أفولْ

وإذا رأى الطلابُ إِشْكَالا سعَوا
لجنابِهِ فَأراهُمُ خيرَ الحُلولْ

عِقدانِ زادا واحداً وكأنها
مَرّتْ كِرِحْلةِ نَحْلةٍ بينَ الحُقُولْ

فأنالَه الطلابُ حبٌّا غامرٌاً
ومن الخليقَةِ كُلِّهِم نالَ القبولْ

ولكم قلوبٍ سرّها بعطائِهِ
فَلَهُ يدٌ بالخيرِ دائمةُ الهُطُولْ

ويَمِيلُ للصمتِ العميقِ وطالما
أقوالُهُ أبداً تُتَرْجِِمُها الفُعُولْ

يا بن الكرام وكيفَ تبلُغُكَ الْلُّغَى
فأنا وقافيتي وشعري في ذُهُولْ

أعْجَزْتَنَا لما سَموْتَ شمائلا
وأنا الذي في الشعرِ أعجزتُ الفحولْ

ودّعتَ صرحَ العِلمِ تنشدُ راحةً
ووداعُ أنبلِ مِهنةٍ شيءٌ مَهولْ

فلِمَ الوداعُ وذا صنيعكَ ماثلٌ
جيلا لخدمة موطني عرضا بطول

ولمَ الوادعُ وذي فصولك أثمرَت
فكرا نضيرا ليس يغشاهُ الذُّبولْ

ولمَ الوداعُ قد سموتَ معلما
تبني النهى وتسيرُ في أثَرِ الرَّسولْ

قالوا تقاعدَ قلتُ : زادَ نشاطُهُ
هيهات عيسى أن يخالِطَهُ الخُمُولْ

قالوا تقاعد قلتُ قد أبلى ، متى
تترجّلُ الفرسانُ عن وَكْزِ الخيولْ

قالوا تقاعدَ قلتُ آن لِمِثْلِهِ
أنْ يستريحَ وكان في شَرَفٍ يصولْ

فاهنأ بأجملِ سيرةٍ سطَّرْتَها
وافْخَرْ بِذِكْرٍ عَاطِرٍ يا بن الأصولْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى