مقالات

السقوط المهني في الإعلام!

بقلم: عيسى المزمومي

 

يعرف السقوط في اللغة العربية بأنه الوقوع من أعلى إلى أسفل، وسقطت المدينة أي تم احتلالها من العدو، وتعني لفظة سقط فلان من عيني “أي فقد مكانته في قلبي” وسقوط أي حكومة يعني إقالتها.
ومن أبشع صور السقوط المهني هو السقوط الإعلامي من خلال توجيه الإعلام إلى أهداف معينة، وتناسي مناقشة سلبيات أي جهة نفعية مما يدل على عدم الالتزام بالمهنية واحترام الحقيقة، وتضليل الرأي العام بدون وجه حق.
ومن يراقب الشأن العام في وسائل الإعلام الجديد في بعض الدول النامية يرى الكثير من السلبيات المزعجة، ومن أبرزها عدم وجود توازن بين نوعية وحجم المحتويات الإعلامية وبين مطالب المتلقى كون بعضها بكل أسف ينقل معلومات مغلوطة، ولا تمت للواقع بصلة.
إن الإعلام الجديد أصبح خيارًا مهمًا جدًا كونه يُشكل الرأي العام حيث أصبح كل فرد “مراسل صحفي” كونه يحمل جوالًا رقميًا يستطيع من خلاله رصد أي مشهد أو الدخول في أي مساحة حوارية من خلال موقع التدوينات القصيرة تويتر والمشاركة برأيه، والتعبير عما يجول بخاطره وفي إعلام افتراضي وقابل للعبور إلى مختلف دول العالم مما تسبب في تنوع مصادر المعلومات كونه إعلامًا تفاعليًا وقليل الكلفة ماديًا ومنتشرًا على شكل واسع دوليًا.
وإذا كانت الحرية في الرأي من اسباب انتشار الإعلام الرقمي كونه إعلامًا بديلًا للتعبير عن الرأي ولدوره الكبير في توجيه الرأي العام بسبب تعدد البدائل وتنوع المعلومات لكن هناك بكل أسف في بعض دول العالم الثالث من استغل ذلك الإعلام لتشويه صورة الآخرين، وتصيد الأخطاء عليهم مع أن الكثير من الشركات الاقتصادية الكبيرة استغلت ذلك الإعلام في دعم الحركة التجارية والأنشطة الاقتصادية للترويج عن منتجاتهم وخدماتهم التجارية بأقل الجهود والتكلفة.
ومن الأشياء المؤسفة التي تحز في النفس وجود الكثير من البرامج والأخبار الكاذبة والمزيفة، والتي تنتشر في أروقة مواقع الإنترنت وفي اليوتيوب، ومن يقف وراءها جهات خارجية وحكومات دول لا تريد خيرًا للمسلمين بل إنها تسعى إلى نشر الفتن وشق وحدة الصف، وتخريب العلاقة الوطيدة بين القيادات والشعوب.
الكثير من تلك المواقع المشبوهة والبرامج والأخبار التي تروج للفتن هي تبحث عن أهداف خاصة رغم أن أهدافها ومشاريعها تخريبية بحتة؛ كونها تريد شحن الرأي العام ضد قيادات بعض الدول، وتسعى إلى خطط خارجها (الإصلاح) وباطنها مصالح خاصة وشخصية لهدف واحد فقط المال والسلطة بدعم لوجستي ومالى من أعداء الإسلام، ومن يبحثون عن تدمير الشعوب والمقدرات، ودون النظر إلى سلبيات ذلك العمل الذي يعني السقوط بكل معانيه التي تتنافى مع المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاق!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى